قرّرت حكومة نظام اﻷسد تحرير أسعار الأسمدة الزراعية، ضمن سلسلة من قرارات إلغاء الدعم المستمرة، والتي أدت إلى ارتفاعات متوالية في أسعار مختلف السلع، في كافة مناطق سيطرة نظام اﻷسد، مما زاد تكاليف المعيشة بشكل كبير – وفقاً لخبراء – وسبّب المزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
وأعلن “إبراهيم زيدان” المدير العام لـ”المصرف الزراعي التعاوني” التابع للنظام، التوقف عن بيع الأسمدة للفلاحين بـ”السعر المدعوم”، مع متابعة بيعه وفق الأسعار الرائجة، مضيفاً أن “المصرف المركزي كان يبيع السماد بسعر التكلفة دون أية أرباح بالموسم السابق”.
أما السعر الحالي الجديد – يضيف “زيدان” – فهو “عبارة عن التكلفة الفعلية الواردة من الشركة العامة للأسمدة، إضافة إلى هامش ربح 2% للمصرف من أجل تغطية تكاليفه”.
وادعى مدير المصرف أن أسعار اﻷسمدة لدى المصرف “ما تزال أقل من أسعار السوق بمعدل 600 ألف ليرة للطن الواحد بالحد الأدنى”.
وحذّر اقتصاديّون وفلاحون من أن القرار سيكون “كارثياً” على الفلاحين من جهة والمستهلكين من جهة أخرى، وسيؤدّي إلى رفع أسعار المنتجات الزراعية مجدداً، والتي كانت أصلاً أكبر من القدرة الشرائية للسوريين.
ويبلغ سعر طن سماد “اليوريا” نحو مليونين و400 ألف ليرة، وسعر سماد “نترات الأمونيوم” مليوناً ونصف المليون ليرة.
وأكدت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي حصول ارتفاع في أسعار الخضار اليوم اﻷربعاء، عقب اﻹعلان عن قرار رفع دعم السماد.
إلى ذلك فقد قال “الخبير الاقتصادي علي الأحمد” لصحيفة “تشرين” التابعة لنظام اﻷسد، إن مصروف العائلة متوسطة العدد، تجاوز مليوني ليرة سورية شهرياً، وذلك “للطعام والشراب فقط”.
وأضاف أن “الشرائح التي تحتاج إلى الدعم ازدادت بسبب صعوبات المعيشة”، موضحاً أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة تجاوزت الـ 60%، فيما لم تُفلح “المنحة المالية” التي أُعلن عنها مؤخراً في تغطية شيء يُذكر من احتياجات السوريين.
من جانبها كشفت “وفاء كيشي” وهي “نقيبة صيادلة سوريا” التابعة للنظام عن ازدياد الطلب على أدوية الأمراض النفسية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، لافتةً إلى وجود “بعض المخالفات” في بيعها ضمن الصيدليات، وفقاً لما نقله موقع “أثر برس”.
وقالت الطبيبة والمعالجة النفسية “رندا رزق الله” في حديث للموقع نفسه، أمس اﻷربعاء، إن سبب معاناة السوريين على الصعيد النفسي، هو “فساد البنية الاقتصادية التي كانت تؤمن أساسيات الحياة المناسبة للإنسان من غذاء ومتطلبات معيشية ملحّة”.
وأكدت “رزق الله” أن “صعوبة في العيش، ولّدت الإحساس بالتفاهة واللا جدوى، وانعدام القيمة الإنسانية للحياة، بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالقيمة في العمل نتيجة الفساد المستشري في معظم الوظائف العامة والخاصة”.
ولفتت إلى أن “الشباب السوري اليوم من خريجي الجامعات يمكثون سنوات طوال ريثما يجدون فرصة عمل، وعندما يجدون هذه الفرصة لا يكفي راتب الوظيفة أجرة مواصلاتهم”.
وكان الطبيب النفسي واستشاري الصحة النفسية “تيسير حسون” قد قال في حديث ﻹذاعة موالية للنظام في شهر أيار/مايو الماضي إن نحو “مليوني شخص في سوريا مصابون بالاكتئاب” مسيراً إلى أن “مراجعات العيادات النفسية ازدادت بشكل هائل” وأن “غالبية الحالات تعاني من ضغوط نفسية لا تُحل بسبب تداعيات الأزمة”.