نشر المجلس السوري البريطاني، اليوم الخميس، تقريراً مطوّلاً حول الجرائم التي ارتكبتها قوات اﻷسد في مدينة “داريا” قرب العاصمة السوريّة دمشق، والتي تعرّضت لحصار وقصف شديد منذ نحو عشرة أعوام، في “تحليلٍ واقعيٍّ لواحدة من أكثر المذابح دموية في السنوات الأولى من الصراع السوري”.
ويأتي هذا التقرير المفصّل بعد ثلاثة أشهر من تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” مرفق بمقاطع الفيديو حول مجزرة “التضامن”، كما عمل على توثيقها البروفيسور في دراسات “الهولوكوست” والإبادة الجماعية “أور أورميت أونغر”، والباحثة السورية “أنصار شحّود”.
وقالت الدكتورة “ياسمين النحلاوي” المحققة الرئيسية في فريق المجلس، اليوم الخميس: “إن الشهود الذين تحدثنا معهم وصفوا لنا أعمال القتل والقصف والاعتقال والنهب التي شهدوها بأنفسهم، وقاموا بمشاركتنا صورهم وفيديوهاتهم”.
وانتقدت “نحلاوي” ما أسمته “الفشل الذريع للمؤسسات الدوليّة في تحقيق العدالة للشهود ومحاسبة الجناة عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا”، معربة عن رغبتها في أن “يعرف العالم كلّه حقيقة ما جرى في داريا قبل عقد من الآن”.
وأكّدت على ضرورة ألا يبقى التحقيق “مخزّناً في قاعدة بياناتٍ ما للأمم المتحدة دون محاسبة حقيقة لكل المتورطين في هذه المجزرة المروّعة”.
وقد قال المجلس في تقرير بعنوان: “داريا بعد عقد من الزمن: توثيق مجزرة”، إن النظام والقوات الموالية له ارتكبوا مجزرة بشعة في أغسطس/آب من عام 2012، حيث اشتركت في ذلك “الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية والشبيحة وبدعم من حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية”.
وبُني التقرير المكوّن من 47 صفحة، وأعدّه سوريّون فقط، على 23 مقابلة أجراها فريق من المحقّقين والمختصين مع شهود ناجين من المجزرة، معظمهم لا يزال في الداخل السوري.
ويكشف عن “هجوم ممنهج ضد السكان المدنيين في داريا خلال الفترة بين 20 و26 أغسطس 2012″، أدى لمقتل أكثر من 700 شخص؛ 514 منهم تمّ التعرف إلى هوياتهم من بينهم ما لا يقل عن 36 امرأة و63 طفلاً.
وذكر معدّو التقرير إنه يعرض أدلة جديدة على الجرائم التي ارتكبت في داريا، بما فيها القتل المتعمّد والإعدامات الميدانية واستهداف المدنيين، والمقابر الجماعية والاعتقالات والتعذيب والإخفاء القسري، وقصف المستشفيات والمدارس وتدمير الممتلكات والاستيلاء عليها، وسط حالة الرعب التي عاشها أهل داريا.
وذكر التقرير شهادات عن “قتلى دفنوا بملابسهم، ورصاص اخترق الأعين والآذان والرؤوس”، في مشاهد لا تزال عالقة بذاكرة السكان واﻷطفال.
يشار إلى أن المجلس سيقيم مساء اليوم جلسة مناقشة مفتوحة حول التقرير.