اعتبر وزير “الإدارة المحلية والبيئة” في حكومة نظام اﻷسد “حسين مخلوف”، أن كافة اﻷوضاع في البلاد جاهزة لاستقبال اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة من لبنان، متحدّثاً عن “اهتمام” النظام بالملف.
وقد أتى تصريح مخلوف في سياق اجتماعه مع وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “عصام شرف الدين”، في العاصمة دمشق، لبحث الخطة اللبنانية ﻹعادة اللاجئين السوريين.
وكان زعيم “الحزب التقدّمي الاشتراكي” اللبناني “وليد جنبلاط” قد طالب الحكومة اللبنانية، في تصريح له الشهر الماضي، بالعدول عن خطتها معتبراً أنها “سخيفة”، ومؤكداً أن النظام لا يعبأ بملف اللاجئين، وأنه لا قيمة لضماناته ووعوده في هذا اﻹطار، وهو ما أكده وزير الخارجية “عبد الله بوحبيب” منذ أيام، حيث قال إن “الدولة السورية لاترغب بعودة اللاجئين من الدول المجاورة” ﻷنهم “يقومون بتحويل اﻷموال إلى ذويهم في الداخل”.
كما حذّرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” واﻷمم المتحدة في تقارير سابقة حكومة تصريف اﻷعمال اللبنانية من إعادة السوريين لبلدهم قبل تحقيق حلّ سياسي، مؤكدة وجود خطر حقيقي بإمكانية تصفيتهم واعتقالهم.
وقال “مخلوف” خلال استقباله الوزير اللبناني اليوم، إنه يرحب بمقترحاته لوضعها على طاولة البحث والنقاش و”تسهيل أمور إعادة المهجرين”، مؤكداً على “الأهمية الكبيرة” لهذه الزيارة والمباحثات لدى حكومة النظام.
وأضاف أن “الأبواب مفتوحة ومشرعة لعودة اللاجئين السوريين والدولة جاهزة لتقديم كل ما يحتاجونه بدءاً من النقل والطبابة والتعليم، ومستعدة لتقديم مراكز إيواء لمن لم يتم إعمار بيوتهم”.
أما “فيما يتعلق بالخدمات فكل منطقة يستعيد الجيش السوري السيطرة عليها، تعمل الجهات المعنية مباشرة على تأمين متطلبات العيش الكريم فيها من مدارس ومشافي ومستوصفات وشبكات مياه وكهرباء وخدمات بلدية، وهذا العمل أسفر عن عودة جزء كبير من اللاجئين”.
وختم قائلاً: “نعمل بيد واحدة لتأمين عودة كل أبنائنا السوريين، وإن شاء الله تثمر جهودنا المشتركة بعودة جميع اللاجئين”.
وكان النظام قد أعلن في نهاية صيف عام 2018 عن افتتاحه لمعبر “نصيب” أمام اللاجئين الراغبين بالعودة من اﻷردن متحدثاً عن “عودة طوعية” لكن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” أكدت أن أعداد العائدين من اﻷردن إلى بلدهم سوريا، حتى صيف العام التالي 2019، لم يتحاوز 22 ألفاً من أصل 760 ألف سوري يعيشون في اﻷردن.
وفي شباط من العام الماضي أعلن النظام عن فتح “معبر إنساني” لعودة النازحين في إدلب، لكنّه فشل في استقطاب أي شخص، ليتّهم الفصائلَ الثورية في المنطقة بمنع السكان من العودة لمناطقهم.