ما تزال تصريحات وزير الخارجية التركي، “مولود جاويش أوغلو” حول عقد “تسوية” بين نظام الأسد والمعارضة، وكشفه عن لقاء جمعه بوزير خارجية اﻷسد؛ يثير الكثير من الجدل في اﻷوساط السياسية.
ونشر الصحفي التركي “راغب صويلو” تقريراً على موقع “ميدل إيست آي”، يوم أمس السبت قال فيه إن أنقرة لن تطبع علاقاتها مع نظام اﻷسد، مستنداً إلى “خبراء ومسؤولين”.
ونقل عن مصادره أنه “لا جديد في بيان جاويش أوغلو، الذي أشار إلى المفاوضات السياسية التي أجريت بين النظام والمعارضة في جنيف ثم نور سلطان، عاصمة كازاخستان سابقاً”.
وقال “مسؤول تركي” للموقع إن “تركيا تحاول بالفعل إحلال السلام من خلال هذه الآليات الرسمية، لكن النظام يعيق التقدم، كما يفعل في اللجنة التي تعمل على صياغة دستور”.
من جانبه؛ قال “أويتون أورهان” خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط ومقره أنقرة، إن “هناك أطرافاً في كل من الحكومتين التركية والسورية تدعو إلى التطبيع”.
وبحسب “أورهان”، فإن تلك اﻷطراف “تقترح إبرام صفقة بشأن الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مثل PYD، وعودة اللاجئين.. مع ذلك، أوضح مسؤولو النظام الذين تحدثوا إلى وكالة أنباء محلية هذا الأسبوع أن حكومتهم لن تلتقي حتى مع أي مسؤول تركي، حتى تنسحب تركيا بالكامل من شمال سوريا”.
ومضى الخبير التركي بالقول: “لا أعتقد أن أي شخص يمكنه إيجاد حل وسط وعقد صفقة في الوقت الحالي.. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتقريب الخلافات بينهم، بشأن حزب العمال الكردستاني واللاجئين”.
ووفقاً لتقرير “ميدل إيست”، فإن العديد من المسؤولين اﻷتراك يرون أن “شروط النظام لإجراء محادثات، ليس فقط مع تركيا ولكن أيضاً مع الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية، غير واقعية”.
وقال “مراد يسيلتاس” الخبير الأمني في مركز الأبحاث (سيتا) في أنقرة إن “تركيا لم تستخدم هذه الحوارات الاستخباراتية مطلقاً لمتابعة التطبيع”، مضيفاً بالقول: “لقد تحدثوا مباشرة إلى الأمن السوري وناقشوا قضايا تتعلق بملفات أمنية محددة وملموسة”.
وأكد “يسيلتاس” عدم وجود “أي خطط لتغيير سياسة تركيا تجاه سوريا، لكنهم ربما لا يزالون يختبرون الوضع، فالحكومة التركية بحاجة مع ذلك إلى تخفيف الضغط الداخلي الذي تواجهه بشأن قضية اللاجئين، مع مرور أقل من عام على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا”.
وأوضح أن “إيجاد حل ليس بالأمر السهل.. يجب أن يتم ذلك من خلال صفقة مع النظام، وإلا ستُخلي(تركيا) المزيد من الأراضي في سوريا وتسمح لمزيد من اللاجئين بالعودة إلى تلك المناطق” مستبعداً في الوقت عينه أن تعقد تركيا “مثل هذه الصفقة مع النظام”.
وكان “جاويش أوغلو” أعلن يوم الخميس الماضي، أنه التقى بنظيره وزير خارجية نظام الأسد، “فيصل المقداد”، على هامش قمة حركة “عدم الانحياز” التي جرت منذ أشهر، حيث أبلغه بأن “الحل الوحيد لسوريا هو المصالحة السياسية”، داعياً إلى “إخراج الإرهابيين من سوريا” في إشارة إلى “قسد”.
وأصدرت الخارجية التركية أمس اﻷول الجمعة، توضيحات حول تصريحات “أوغلو”، أكدت فيها أن النظام ما يزال يعرقل العملية السياسية في سوريا.