دعا “وليد جنبلاط” زعيم “الحزب التقدمي الاشتراكي” قيادةَ “حزب الله” إلى وضع حدّ لما يجري في السويداء جنوب سوريا، كما حذّرها من جرّ لبنان إلى حرب جديدة مع إسرائيل، في ظل المشاكل الكبيرة والمعقّدة التي تعاني منها البلاد، وذلك في لقاء جمع الطرفين لمحاولة الوصول إلى توافق حول ملفات لبنان اﻷساسية، وفقاً لمصادر إعلامية.
ومايزال لبنان يرزح تحت وطأة تعطيل سياسي يحول دون التوافق على حكومة تُنهي الملفات الكبيرة كالديون الخارجية، فيما يتوقّف استجرار دعم المانحين الغربيين على شرط الاستقرار السياسي، وفقاً لما أعلنه الرئيس الفرنسي العام الماضي، وهو ما يُتّهم “حزب الله” بعرقلته، من قبل خصومه السياسيين وأبرزهم “التقدمي الاشتراكي” و”تيار المستقبل”.
وكان “جنبلاط” قد عقد مؤخراً لقاءً مع “حسين خليل” المعاون السياسي لـ”حسن نصر الله” بحضور النائب “وائل أبو فاعور” والوزير السابق “غازي العريضي” ومسؤول الارتباط والتنسيق في “حزب الله” “وفيق صفا”.
وبحسب مصادر جريدة “الشرق اﻷوسط” فإن اللقاء لم يكن محصوراً بملف الكهرباء وإنشاء صندوق سيادي لإدارة ثروات لبنان النفطية وتوفير حلول بالحد الأدنى للهموم المعيشية فحسب، وإنما “تجاوز هذه العناوين إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي والقضايا الشائكة التي لا تزال نقطة اختلاف بين الحزبين”.
وذكرت المصادر أن اللقاء الذي “يأتي في سياق إنهاء القطيعة وإعادة التواصل” تطرّق فيه “جنبلاط” إلى موضوعات أساسية وتتعلق بسلاح “حزب الله” و”الإستراتيجية الدفاعية وضرورة لبننة مزارع شبعا المحتلة”، والأوضاع الدولية والإقليمية ذات الصلة بالوضع في لبنان ومنها علاقات “حزب الله” بالإقليم من زاوية تحالفه مع إيران.
كما تطرّق الاجتماع إلى “ما حصل منذ حوالي أسبوعين في بلدة السويداء السورية” ذات الغالبية الدرزية، والتي وجّه “جنبلاط” عدّة رسائل إلى سكانها سابقاً، ودعاهم فيها للحذر من “مخططات النظام”.
وفي لقاءه الذي جرى مؤخراً دعا جنبلاط “حزب الله” إلى وضع حد “لهذه الصدامات الدموية التي أدت إلى سقوط 17 قتيلاً”، في السويداء، حيث تنشط مجموعات تابعة للحزب تتخذ من “جبل العرب” ممراً لتهريب الممنوعات والمخدّرات عبر “درعا” والحدود السورية-الأردنية.
وحذّر الزعيم الدرزي اللبناني من أن “تنعكس اﻷمور في السويداء، توتراً بين الدروز و”حزب الله” في لبنان”، مشيراً إلى “ضرورة تدارك الأمر لتفويت الفرصة على من يريد الإيقاع بينهما”، ولافتاً إلى أن “للدروز في سوريا امتداداتٍ عائليةً في لبنان”.
ودعا زعيم “الحزب التقدّمي” ممثلَ “حزب الله” إلى الطلب من نظام اﻷسد إعداد وثيقة تُسلّم إلى الأمم المتحدة، يَعترف فيها بلبنانية المزارع لإلحاقها بالقرار 425.
وحضر ملف الاستحقاق الرئاسي على طاولة اللقاء، و”لكن ليس من باب استعراض أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، وإنما من زاوية عدم استعداد جنبلاط للسير بمرشح ينتمي إلى قوى “8 آذار” ومن خلالها إلى محور الممانعة”.
ولفت المصدر إلى أن “جنبلاط” يدعو لانتخاب “رئيس لا يصنّف على خانة التحدي لهذا الطرف أو ذاك”، حيث أن هناك ضرورةً لإجراء “مروحة واسعة من اللقاءات والمشاورات من أجل التفاهم على الرئيس الجديد من دون استثناء أي طرف”.
كما حذّر من أن “الفراغ في رئاسة الجمهورية لن يؤدي فقط إلى تمديد الأزمة وإنما سيمعن في تدمير ما تبقى من معالم للدولة وفي أخذ البلد إلى فراغ قاتل”، داعياً إلى “التفاهم على رئيس لا يشكل استفزازاً لأحد”.
وحول المسيّرات التي أطلقها “حزب الله” فوق حقل “كاريش”، والتوتّر الذي سببه في ملف “مفاوضات ترسيم الحدود البحرية”، تساءل جنبلاط، وفقاً للمصادر؛ هل يمكن أن نصل إلى اندلاع حرب جديدة، وكان رد “خليل”: “إذا تمادت إسرائيل في حرمان لبنان من حقه في ثرواته البحرية فإنها يمكن أن تكون خشبة الخلاص”.
وأضاف “خليل” أن “كل الخيارات موضوعة على الطاولة”، وردّ جنبلاط بأن “لبنان لا يحتمل الدخول في حرب جديدة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها”، مضيفاً بالقول: لا أنصح بذلك.
وكان “جنبلاط” قد انتقد خطة الحكومة اللبنانية ﻹعادة اللاجئين السوريين، والتي يؤيّدها “حزب الله”، مؤكداً أن نظام اﻷسد لا يهتم بعودة السوريين إلى بلدهم.