زوّدت القوات الأميركية في قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، فصيل “جيش مغاوير الثورة” بمنظومة “هايمرز” الصاروخية، بعد فترة وجيزة من تعرّض مواقعه لهجمات روسية في منطقة الـ55 قرب معبر “التنف الحدودي”.
وتسيطر الولايات المتحدة على المعبر منذ عام 2014، وتدعم “مغاوير الثورة” في بسط السيطرة على عشرات الكيلومترات قربه، في صحراء التنف، وتأتي أهمية المعبر من وقوعه على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وبغداد.
وكانت الطائرات الروسية قد استهدفت جيش المغاوير منتصف الشهر الماضي، مما تسبب بتوتر مع القوات اﻷمريكية، حيث نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن “عسكريين أمريكيين” تحذيرهم من مخاطر الاحتكاك.
وكشف “جيش مغاوير الثورة” في خبر مقتضب نشره على صفحته بموقع “فيسبوك”، أمس الأربعاء، عن تزويد الولايات المتحدة له بصواريخ “الهايمرز”، من أجل “الدفاع عن سكان المنطقة من أي هجوم”.
ونشر “الجيش” صورا قال إنها التقطت خلال التدريبات المشتركة التي تمت مؤخرا بينه وبين القوات الأمريكية، لتعزيز مهارات الجنود.
وتتميّز المنظومة بصواريخ مدفعية خفيفة تثبت على عربات متنقلة، وهي سريعة الحركة، يصل مداهها إلى 90 كيلو مترا؛ تعتمد نظام تحديد المواقع GPS، وتتمتع بدقة عالية في تدمير الأهداف، وفقا لمصادر إعلامية أمريكية.
خط أحمر أمريكي
تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من زيارة قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال إريك كوريلا، لحامية التنف، والتي كشفت صحيفة واشنطن بوست تفاصيلها.
ونقلت الصحيفة عن كوريلا قوله إن واشنطن ستضغط من أجل إعادة رسم بعض “الخطوط الحمراء”، وإن القوات اﻷمريكية “ستدافع عن نفسها، ولن تتردد في الرد” على الهجمات، في إشارة إلى الغارات الروسية.
وهاجم الجنرال إريك العقيدَ الروسيَّ ألكسندر تشايكو، قائد القوات الروسية في اﻷراضي السورية، وحمّله مسؤولية “تبجّح موسكو المتزايد” في سوريا.
وقال: “لا نعرف إن كان رجلاً متفلتاً يحاول إعادة تأسيس وفرض نفسه؟”، حيث كان تشايكو قد عاد إلى الشرق الأوسط بعد توقفه عن قيادة العمليات الروسية في أوكرانيا.
ورغم اللهجة القاسية ضد الروس إلا أن الجنرال اﻷمريكي استدرك قائلا: “آخر شيء تريد واشنطن القيام به حالياً هو بدء نزاع مع روسيا”.
يذكر أن المعبر الواقع على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، يشكّل حجر عثرة في وجه اﻹمدادات اﻹيرانية بين العاصمتين السورية والعراقية.
وكانت القوات الأمريكية قد زوّدت أوكرانيا بنفس المنظومة، مطلع الشهر الماضي، لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.