حذّرت الولايات المتحدة اﻷمريكية على لسان مبعوثها الخاص إلى إيران، روبرت مالي، من تقدّم اﻷخيرة بشكل كبير باتجاه القدرة على إنتاج قنبلة نووية، وهو ما ترفضه منه الدول الغربية بشكل قاطع.
ويأتي ذلك بعد فشل المباحثات التي جرت بالعاصمة القطرية الدوحة، نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، بين إيران والولايات المتحدة ودول الاتحاد اﻷوروبي بمشاركة روسية، والتي سبقتها عدة مباحثات في جنيف.
ومنذ توقيع الرئيس اﻷمريكي السابق دونالد ترامب على قرار بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي منتصف عام 2018، والذي أبرمته إدارة باراك أوباما في 2015؛ باءت كافة الجهود الدبلوماسية الساعية لعقد اتفاق جديد بالفشل، وسط خلافات أوروبية – أمريكية كشفت عنها تصريحات الجانبين.
وقال مالي، اليوم الثلاثاء، إن طهران اقتربت من تجميع المواد الكافية لتصنيع قنبلة نووية، مستدركا بأنه لا يزال هناك وقت للعودة إلى الاتفاق النووي، ومعربا عن أمل في أن “تختار إيران هذا الطريق”.
كما أكد أن واشنطن مستعدة لتوقيع اتفاق يشمل رفع العقوبات عن إيران، لكنها “تنتظر استعداد طهران لذلك”، منوها بأنها قدمت في مباحثات الدوحة “مطالب لا تتعلق بالاتفاق النووي”.
وأوضح المبعوث اﻷمريكي أن على إيران الرد على مقترحات واشنطن اﻷخيرة التي تقدّمت بها في قطر، من أجل نزع فتيل اﻷزمة.
وكان إريك برووِر، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق، والمدير الأول الحالي في مبادرة التهديد النووي، قد ذكر في مقال نشره بمجلة “فورين أفيرز”، اﻷسبوع الماضي أن إيران باتت تملك كميات كافية من اليورانيوم المخصَّب بنسبة 60%، مع أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وأن حيازتها للمواد الانشطارية اللازمة لصنع القنبلة هي مسألة أيام أو أسابيع قليلة.
وأضاف برووِر تحت عنوان “إيران على أعتاب القنبلة النووية” أن هذا التطور هو “سيناريو غير مسبوق في تاريخ الأزمة النووية الإيرانية”، متسائلا: كيف ستتصرف واشنطن حينها؟.
ولفت إلى أن التطورات الخطيرة في البرنامج النووي الإيراني جرت خلال الشهر الماضي، لكنها كانت تحقّق التقدُّم على الصعيد النووي منذ عام 2019؛ بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق المُوَقَّع عام 2015.
يُذكر أن وجود يورانيوم مخصّب بنسبة 60% لا يمنح إيران القنبلةَ النووية، حيث نوّه برووِر بأن طهران يجب أن ترفع التخصيب إلى 90%، لكنها خطت بالفعل الخطوة الأهم على طريق صناعة القنبلة.