عقد مسؤول أممي في مجال اﻹغاثة اﻹنسانية لقاءً مع محافظ الحسكة في حكومة النظام، للتأكيد على استمرار الدعم، وفقاً لما أعلنته وسائل إعلام النظام، أمس اﻷربعاء.
وكانت عدّة منظمات أبرزها “هيومن رايتس ووتش” أكدت في تقارير سابقة أن نظام اﻷسد يستفيد ويتحّكم بشكل مباشر في “المساعدات اﻹنسانية” التي تقدّمها اﻷمم المتحدة، وهو ما أقرّت اﻷخيرة بصحّته.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا” إن المحافظ “لؤي محمد صيّوح”، التقى مع “أنور غول” مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والوفد المرافق له في مبنى المحافظة.
وبحسب المصدر – الذي لم يحدّد تاريخ اللقاء – أكد “صيّوح” على “استمرار التعاون وتقديم كافة التسهيلات المطلوبة من أجل سير العمل بالشكل الأمثل لضمان وصول المساعدات الإغاثية”، داعياً إلى مضاعفة حصة المحافظة من السلل الغذائية الشهرية.
بدوره؛ أوضح “المركز السوري للعدالة والمساءلة” في تقرير مفصّل مبني على وثائق حصل عليها ونشر فحواها عام 2019، أن أفرع مخابرات النظام تتدخّل منذ فترة طويلة في توزيع المساعدات، في تأكيد على مضمون تقارير سابقة لـ”هيومن رايتس ووتش”.
وذكرت منظمة حقوق اﻹنسان أن النظام “وضع إطاراُ سياسياً وقانونياً يسمح له بتحويل موارد المساعدات وإعادة الإعمار لتمويل أعماله الوحشية ومعاقبة المعارضين وإفادة الموالين”، وتدخل القوى الأمنية في إيصال المساعدات والتأثير عليها.
وكان المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي “روس سميث” اعتبر في تصريح له، مطلع شهر أيار الماضي، أن المساعدة النقدية المباشرة هي “شريان حياة للآلاف وفرصة لتوفير مرونة أكبر لتلبية احتياجاتهم”، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي، مطلع حزيران الماضي، دعمه لبرنامج المساعدة النقدية لبرنامج اﻷغذية، في مناطق سيطرة النظام بسوريا، رغم تقاطع التقارير حول استفادة النظام من تلك الإعانات.
وفي شباط الماضي أكّد “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS” في دراسة بعنوان “مساعدات الإنقاذ في سوريا” أن برامج المساعدات الدولية التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة لسكان مناطق سيطرة النظام، تعود لصالحه، حيث “تلاعب بها لأكثر من عقد من الزمن”، مشيرةً إلى أنه “بإمكان الجهات المانحة أن تكسر هذا النمط من الفساد وسوء معاملة المحتاجين، لو استطاعت وضع منهجية جماعية أكثر فاعلية”.