أكدت مصادر مقربة من الفصائل المحلية في محافظة السويداء جنوب سوريا، أن اﻷخيرة اتخذت “قرارا لارجعة فيه”، بشأن القضاء التام على الميليشيات والعصابات المنتشرة بالمحافظة، بما فيها المرتبطة بنظام اﻷسد، فيما يستمر اﻷخير في خفض مخصصات المحافظة من المحروقات.
وكانت مجموعة “قوات الفهد” قد أعلنت أمس اﻷحد وضع سلاحها ورجالها “تحت خاطر وتوجيهات المشايخ الأجلاء”، وسط جهود مستمرة من قبل “رجال الكرامة” لتفكيك باقي الميليشيات.
وعانت المحافظة من عمليات سلب ونهب واختطاف، على مدى السنوات الماضية، فضلا عن تجارة وترويج المخدرات، من قبل مجموعات مسلّحة نشأت بدعوى “محاربة تنظيم الدولة واﻹرهابيين”، فيما يغض نظام اﻷسد الطرف عنها، وفقا لمصادر محلية اتهمه بعضها بالتعاون معها بشكل مقصود.
وقال أحد قياديي حركة رجال الكرامة، لموقع “السويداء 24″، أمس إن اﻷخيرة تواصل ملاحقة واجتثاث من وصفهم بفلول العصابات الإرهابية، وتسعى إلى ضبط السلاح المنفلت، داعياً أهالي المحافظة إلى التعاون، لوضع حد “للخارجين عن القانون”.
وطالب القيادي “المتورطين مع العصابات” بتسليم أنفسهم، محذرا من أن كل “من لا يبادر لتسليم نفسه من المتورطين، ستحضره الحركة بالقوّة”.
وكانت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية قد وجّهت نداء منذ أيام إلى العناصر المحليين المنضوين لتلك الميليشيات، للابتعاد عنها وعن نظام اﻷسد ومجموعاته اﻷمنية، مؤكدة حرصها على دماءهم، مع الإصرار على تفكيك تلك المجموعات.
وقال موقع “السويداء24” نقلا عن “مصادر خاصة” إن “الجبل يمضي قدما، باتجاه عودة الأمن والاستقرار، ووضع حد لحالة الإنفلات الأمني.. وإعادته إلى سابق عهده”، مشيرة إلى “مساعٍ تبذلها الرئاسة الروحية للطائفة الممثلة بالشيخ حكمت الهجري، لرأب الصدع، وتوحيد الجهود، وخطوات مستمرة من حركة رجال الكرامة، الفصيل العسكري الأكبر في المحافظة، لملاحقة بقايا أفراد العصابات، وضبط السلاح المنفلت”.
ونوّه الموقع بوجود “ذباب الكتروني” يعمل على “نشر كم هائل من الأكاذيب، والسعي لتفريق أهالي الجبل، ونشر الشائعات، والتحريض” متهما “جهات منظمة” لم يسمها بالوقوف وراءها.
وأكدت “المصادر الخاصة” على “ضرورة اجتثاث العصابات، بالتوازي مع السعي لحقن الدماء، عبر ترك الباب مفتوحاً، لاحتواء من لم يتورط بالدم، وليس بحقه قضايا شخصية، في حال عاد إلى رشده، وإلى أصله”.
من جانبه حذّر الهجري، من “جهات مشبوهة تسعى لدس الفتنة، وتحويل الحراك المحق في الجبل من اجتثاث العصابات، إلى غايات أخرى”.
كما كشفت “شبكة الراصد” المحلية، نقلا عن “مصدر محلي من قنوات المفاوضات” أن قائد مجموعة “الفهد” سليم حميد، “يبدي تعاونا فيما يتعلق بموضوع السلاح”، حيث “تجري المفاوضات بشكل ودي وقد تصل إلى نتائج سريعة”.
ودعا المصدر أهالي المحافظة للتريث، محذرا من أن “أي تصعيد قد يأتي بشكل عكسي على المفاوضات”، ومؤكدا إمكانية الوصول للمطلوب “بدون دماء”، فيما أعطت مجموعات محلية مهلة لـ”سليم حميد” كي يسلم سلاحه.
النظام يواصل التضييق على السويداء
أدى النقص المستمر في إمدادات الديزل إلى إضراب سائقي وسائل النقل العامّة، في احتجاج وسط مدينة السويداء، صباح أمس، ما أدى لتوقف شبه تام في حركة المواصلات.
وطالب السائقون بزيادة مخصصاتهم من المازوت، معربين عن استيائهم من عدم الإكتراث بمطالبهم، وتجاهل قرار تعديل الكميّات اليوميّة لدى مديريّة التجارة الداخليّة التابعة لنظام اﻷسد.
ولم تفلح وعود مكتب نقابة عمال النقل البري في السويداء برفع طلب لزيادة المخصصات مع موافقة لجنة السير والمحروقات، وموافقة المحافظ السابق نمير مخلوف، إلى وزارة التجارة الداخليّة، في تهدئة غضب السائقين.
ويؤكد أهالي السويداء – وفقا للموقع نفسه – أن التضييق الممارس من سلطة القرار في المحافظة، أضر أرباب المصالح والأعمال، وأجبر عشرات المواطنين على الوقوف في ساعات الحرّ الخطيرة بحسب الأرصاد، نظرا للتكاليف الباهظة لوسائط النقل الأخرى.