ما يزال أهالي الأحياء التي اتخذت موقفاً مناوئاً لنظام الأسد خلال أعوام الثورة، يعانون من انعكاسات موقف أبنائها الرافض لنظام الحكم على الرغم من سماح أفرع المخابرات للمدنيين بالعودة إلى منازلهم، الذين تسببت قوات النظام بتهجيرهم بفعل قصفها المتكرر ما بين عامي 2011-2014 موقعةً مئات القتلى والجرحى في صفوفهم.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال إن أحياء “الخالدية والبياضة ودير بعلبة” أشهر الأحياء التي تبنت فكر الثورة السورية يعيش سكانها، في ظل انعدام شبه تام للمرافق الخدمية المتمثلة بخدمات المجلس البلدي، والذي تسبب عدم اكتراثه بمطالبة المدنيين بتكدس النفايات في الشوارع فضلاً عن انقطاع مياه الشرب والتيار الكهربائي لساعات طويلة.
“محمد العبدالله” أحد سكان شارع الزير في حي البياضة قال: إن عدداً من الأهالي الذين تمكنوا من العودة لمنازلهم بموجب الحصول على “إذن عودة” من أفرع المخابرات، اضطروا لتشكيل لجنة مدنية مؤلفة من شباب الحي للعمل على نقل وترحيل القمامة من الحاويات التي تم إعادة ترميمها على نفقتهم الخاصة إلى مكبّ النفايات الموجود على مقربة من تحويلة طريق الستين.
وأضاف أن اللجنة غير معلن عنها بشكلٍ رسمي “مخافة اعتقال أفرادها” بحجة إنشاء تكتلات غير مرخصة بشكل رسمي تعمل بشكل دؤوب على نقل النفايات كل ثلاثة أيام، بعدما تكدّست بين الأزقة وشوارع حي البياضة مخافة انتشار الأمراض المعدية لا سيما بفصل الصيف.
من جهته؛ قال “حسن العموري” من حي دير بعلبة إن الفكرة التي بدأ العمل عليها أبناء حي البياضة انتقلت إليهم باعتبار أنهم “أبناء عشائر” وقاموا بتطبيق ذات العمل ضمن حيهم المجاور، موضّحاً أن أبناء الحيين قرروا اقتسام التكلفة المالية فيما بينهم بعدما تمّ توزيع النسب المالية على عدد العائلات المستفيدة من هذه الخدمات.
وأشار العموري إلى أن أهالي الأحياء التي عارضت نظام الأسد الحاكم تقدمت بعدّة طلبات رسمية لمجلس مدينة حمص للوقوف على متطلبات أحياء البياضة ودير بعلبة والخالدية، إلا أن الرد كان دائماً ما يأتي بالرفض من قبل رئيس المجلس “عبد الله مفتاح”، بذريعة عدم وجود فائض مالي لتغطية نفقات المشاريع الجديدة خلال الموازنة السنوية لهذا العام.
في السياق ذاته؛ اتهم أهالي الأحياء المعارضة حكومة النظام باتباعها سياسة الكيل بمكيالين بين أبناء المحافظة الواحدة، معتبرين أن ما يجري هو “عقاب لتلك الأحياء وقاطنيها” على مواقفهم المعارضة للنظام خلال أعوام الثورة التي شهدتها محافظة حمص.
تجدر الإشارة إلى أن حي الخالدية ما يزال يعاني قاطنيه من غياب الكهرباء بشكلٍ شبه تام، نظراً للأعطال الكبيرة التي طالت “محولات الكهرباء” والشبكة الأرضية بفعل القصف الذي تعرض له الحي من قبل قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، إبان سيطرة فصائل المعارضة عليه ما بين عامي 2011-2014.