طالب الأهالي في درعا بخروج الميليشيات المرتبطة بإيران من المحافظة الواقعة جنوبي سوريا، مؤكّدين مسؤوليتها عن الجرائم والتجاوزات بحق أهالي المنطقة، فضلا عن اﻷنشطة الممنوعة وفي مقدّمتها تجارة المخدرات، كما رفضوا ادعاءات إيران والنظام بوجود خلايا لداعش في المحافظة، والتلويح بحملة عسكرية كبيرة.
وذكر موقع “تجمّع أحرار حوران” أن عددا من اﻷهالي نفذوا يوم أمس وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة في درعا البلد، طالبوا خلالها بخروج إيران وحزب الله من المنطقة، وحمّلوهم المسؤولية المباشرة عن تجارة المخدرات وترويجها.
من جانبه قال الناشط محمد الحوراني، من مدينة درعا البلد لجريدة “الشرق الأوسط”، إن “عشرات اليافعين نفذوا وقفة احتجاجية في جامع العمري بالمدينة، بعدما انتشرت الخميس الماضي دعوات محلية تدعو إلى المشاركة في احتجاج بعنوان (درعا خالية من الدواعش)، ولرفض المشروع الإيراني وهو تدعيش المنطقة”؛ وفقا لتعبيره.
وأشار إلى أن الداعين للوقفة لم يعرفوا بأنفسهم ولم يتم التنسيق المسبق لها كما هي العادة في المظاهرات والاحتجاجات السابقة التي كانت تحصل في مدينة درعا البلد، موضحا أن الوجهاء والمعنيين في المدينة مثل القيادات السابقة في المعارضة أو أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض؛ غابوا عن حضورها لعدم التنسيق والتعرف بالداعين لهذه الوقفة.
وأكّد الحوراني أن قوات النظام الموجودة في مدينة درعا البلد “لم تتعاط مع المحتجين الذين انفضوا عقب ساعة من تنفيذ الوقفة الاحتجاجية”.
سحب الذريعة من إيران ونظام اﻷسد
لفت الناشط الحوراني إلى وجود أنباء عن نية قوات النظام بالقيام بحملة عسكرية في مدينة درعا البلد بحجة البحث عن خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، وتكرار سيناريو الحملة العسكرية على المدينة في صيف العام الماضي2021.
ورغم أن أعضاء من اللجنة المركزية للتفاوض اجتمعوا مع الجانب الروسي في مدينة درعا المحطة منذ فترة، وحصلوا على “ضمانات” روسية، إلا أن اﻷهالي في درعا متخوّفون من أية هجمات جديدة.
وقال الروس لأعضاء لجنة التفاوض خلال الاجتماع – وفقا للمصدر نفسه – إنه لا توجد خطط عسكرية في مدينة درعا البلد، مؤكدين عدم عودة الأعمال العسكرية إلى المنطقة.
ولفت المصدر إلى أن الحديث مؤخرا عن النية لحملة عسكرية للنظام في مدينة درعا البلد بحجة ملاحقة خلايا “داعش”، قد يكون أحد دوافع خروج الوقفة الاحتجاجية.
تحركات عسكرية شمال درعا
شهدت المحافظة بعض التحركات خلال اﻷيام الماضية، وسط غموض في المشهد الميداني، ونوايا ميليشيات إيران ونظام اﻷسد.
وأكد مراسل حلب اليوم أن قوات النظام استقدمت، اليوم السبت، تعزيزات عسكرية تضمنت آليات عسكرية ثقيلة إلى ريف درعا الشمالي.
وقال مراسل حلب اليوم إن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية تضمنت دبابة ومدفع ومضاد للطيران تمركزت في “تل المحص” المحاذي لمدينة “جاسم” بريف درعا الشمالي، من الجهة الغربية.
وأضاف مراسلنا أن عملية استقدام التعزيزات كانت من إحدى النقاط العسكرية التابعة للفرقة 15 والمتمركزة في مدينة “الحارة” شمالي درعا.
وأشار مراسل حلب اليوم إلى أن، استقدام التعزيزات جاء بعد ساعات من إغلاق قوات النظام عدة طرق زراعية تؤدي إلى المدينة برفع سواتر ترابيه عليها.
وأكد مراسلنا أن مدينة “جاسم” تعيش منذ أيام حالة من التوتر، تزامنت مع انتشار معلومات عن نية قوات النظام شن عملية عسكرية عليها.
اﻷردن تنفي نيتها دعم تحركات عسكرية ضدّ إيران
جدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نفي عمّان القاطع للأنباء المتداولة عن دعم اﻷردن لعملية عسكرية مرتقبة لفصائل المعارضة في درعا بهدف إبعاد ميليشيات إيران عن الحدود وإنشاء “منطقة آمنة”.
وقال الصفدي في تصريحات أمس الجمعة، إن الحوار مع إيران هو “السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات”، مضيفا أن كل الدول العربية تؤكد أنها تريد “علاقات صحية مع إيران”.
ودعا في مقابلة مع تلفزيون الشرق إلى إقامة علاقات مع إيران مبنية على “حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وكان العاهل اﻷردني عبد الله الثاني قد أكّد الشهر الماضي أن ميليشيات إيران في جنوب سوريا تقوم بأنشطة تهريب المخدرات والسلاح، مستهدفةً اﻷراضي الأردنية.