زار زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني مركزاً امتحانياً، صباح اليوم اﻹثنين في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، ضمن سلسلة جولات اعتاد على إجراءها منذ تسلّمه زمامَ اﻷمور في المحافظة.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن مدينة إدلب شهدَت إغلاقاً لبعض الطرق، حيث فرضت الشرطة وقوات اﻷمن التابعة لحكومة اﻹنقاذ طوقاً أمنياً وسط المدينة، أثناء وجود الجولاني في “ثانوية المتنبي” إحدى أهم المراكز.
وزار زعيم “تحرير الشام” في أوقات سابقة، عدّة أماكن عامة في المدينة، كالمطاعم واﻷسواق، ومشفى الجامعة، كما التقى بممثلين عن العشائر، وبشخصيات عامة.
وكان آخر تلك الزيارات يوم الخميس الماضي، حيث التقى بوجهاء من الطائفة الدرزية في ريف إدلب الشمالي، أثناء تدشين مشروع خدمي لمنطقة ذات غالبية درزية.
وقال في مقطع مصوّر مخاطباً وجهاء قرى جبل السماق إن زيارته “لا تحمل أية رسائل سياسية” وإنه “لا يسعى من خلالها ﻷية مكاسب”، وإنما هي “مجرّد افتتاح لمشروع بئر ماء”، وسط كلمات من الشكر والمديح للجولاني من قبل مستقبليه.
ولقيت الزيارة انتقادات واسعة، واتهامات للهيئة وزعيمها بمحاولة كسب رضا القوى الدولية، عبر إرسال رسائل “إيجابية” من خلال حديثه عن الاهتمام بحقوق اﻷقليات ورفع الظلم عنهم وعدم اﻹكراه في الدين، وتأكيده أن الثورة لم تنطلق لخلاف بين الطوائف والأديان.
ويمثّل هذا الخطاب تغيّراً كبيراً في اللهجة التي اعتمدتها هيئة تحرير الشام، أو “جبهة النصرة” سابقاً، والتي تؤكّد بشكلٍ واضح أنها لا تريد معاداة أية جهة دولية، وأن مشكلتها هي فقط مع نظام اﻷسد.
يُذكر أن الولايات المتحدة ترفض إزالة الهيئة عن قوائم اﻹرهاب، إلا أنها طائرات التحالف بقيادة واشنطن لم تقم بأي استهداف لعناصرها وكوادرها منذ إعلان انفصالها عن تتظيم القاعدة.