تحل اليوم الأربعاء الذكرى العاشرة لمجزرة الحولة بريف حمص الشمالي، والتي راح ضحيتها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً و34 امرأة، وفقاً للأمم المتحدة.
كيف حدثت المجزرة وأين وقعت؟
اعتبرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مجزرة الحولة هي “الأكثر وحشية منذ دخول المراقبين الدوليين إلى سوريا”.
وأوضحت الشبكة في تقريرٍ لها حينها أن المجزرة وقعت في سهول الحولة بريف مدينة حمص، حيث بدأت بقصفٍ عشوائي طال قرى وسهول الحولة، تركز على مدينة تلدو بشكلٍ كبير، التي هي مدخل الحولة من الجهة الغربية والمحاطة بقرى موالية للنظام.
وذكرت أن القصف، الذي استمر 14 ساعة، خلف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى، تبعه اقتحام عناصر قوات النظام من جيش وأمن وميليشيات محلية وشيعية أجنبية، فضلاً عن عناصر من “الشبيحة” من قريتي “فلة والقبو” لعدد كبير من المنازل الواقعة على أطراف تلدو.
وبحسب الشبكة، فإن اقتحامات وإعدامات ميدانية نفذها عناصر “الشبيحة” وعناصر الأمن بحق كل من وجدوه ساكناً على أطراف المدينة، حيث تم تكبيل أيدي الأطفال وتجميع النساء والرجال ثم الذبح بحراب البنادق والسكاكين ورميهم بالرصاص بعد ذبحهم في أفعال تعود في وحشيتها إلى عصور الظلام وشريعة الغاب.
أحداث مروّعة وقتل جماعي
وأدت عمليات القتل الجماعي تلك في قرية تلدو بناحية الحولة إلى مقتل أكثر من 40 طفلاً و32 سيدة، وفق توثيق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وقصفت قوات النظام المنطقة في ذلك اليوم، وهاجم “رجال مسلحون بثياب عسكرية” البيوت الواقعة على مشارف البلدة، وأعدموا عائلات كاملة جلها من “آل السيد وآل عبد الرزاق”، تبعاً لتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
كيف ردّ “الغرب” على المجزرة؟
تسببت المجزرة حينها في حدوث صدمة على المستوى الدولي، فقد أدانت الدول الـ 15 لمجلس الأمن الدولي بالإجماع حكومة النظام لإطلاقها النار من أسلحة ثقيلة على المدنيين، وطردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأحد عشر دولة أخرى حينها السفراء والدبلوماسيين السوريين من أراضيهم.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن الأدلة تتناقض فيما يبدو مع نفي حكومة نظام الأسد أن تكون قواتها وميليشيا متحالفة معها هم المسؤولين عن المذبحة، إلا أن نظام الأسد اتهم حينها فصائل المعارضة بالمسؤولية عنها.
ويضم سهل الحولة الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة حمص بنحو 20 كيلومتراً العديد من البلدات والقرى، أبرزها: تلدو، وتل الذهب، والطيبة، والبرج، والتركمان، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 100 ألف معظمهم من المسلمين السنة، لكن تطوقه القرى الشيعية إلى الجنوب الشرقي، والقرى العلوية في الجنوب الغربي والشمال.
سيطرة النظام على المنطقة برعاية روسية
خضعت منطقة الحولة أخيراً لسيطرة النظام بشكلٍ كامل عقب عمليات التهجير التي تمت برعاية روسية في أيار من عام 2018، وأفضت إلى نقل المعارضين للنظام وذويهم والرافضين للبقاء تحت حكم النظام إلى الشمال السوري.
ورغم مرور عشرة أعوام على تلك المجزرة، إلا أن مرتكبيها لا يزالون طلقاء دون محاسبة، رغم ما تضمنته من فظائع كقتل عائلات بأكملها، في حين ينتظر ذوي الضحايا محاسبة مرتكبي تلك المجزرة كما غيرهم من ذوي ضحايا عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات النظام والميليشيات المساندة لها ولعل أبرزها “مجزرة حماة”.