شهدت محافظة درعا خلال الأيام السابقة، انتشاراً غير مسبوق لمرض التهاب الكبد الوبائي بسبب تلوث المياه، في ظل غياب دور مديرية الصحة التابعة لحكومة النظام والعمل على الحد من انتشاره، حسبما أفاد مراسل “حلب اليوم”.
وقال مراسلنا إن عدد الإصابات بمرض التهاب الكبد الوبائي تركز في أحياء مدينة درعا، ووصلت لما يقارب ألف حالة وسط شح كبير في الخدمات الطبية المقدمة لهم في المشافي التابعة لحكومة النظام.
وأضاف مراسلنا أن مشفى درعا الوطني تفتقر لأدنى المقومات الطبية وهي غير مجهزة لاستقبال أعداد كبيرة من المرضى، حيث اضطر الأطباء إلى معاينة المرضى فقط وكتابة وصفة طبية وإرسالهم إلى منازلهم، مع تقديم بعض الإرشادات الطبية للحد من العدوى.
وتحدث الطبيب “عدي السومر” أحد أطباء المشفى الوطني في مدينة درعا لـ”حلب اليوم”، أن أعداد الإصابات التي راجعت المشفى بسبب الإصابة بالالتهاب الكبد الوبائي مرتفعة نتيجة تلوث المياه، وليس للمشفى القدرة الكافية على استقبالهم نتيجة عدم توفر أسرة ومعدات طبية.
وأشار “السومر” إلى أن عملية إرسال المريض إلى منزله تعتبر غير منطقية لأنه بحاجة إلى مراقبة طبية لمدة يومين على الأقل، خوفاً من أي تفاقم في حالته الصحية ونقل المرض إلى أحد أقاربه لأن “التهاب الكبد” يعتبر من الأمراض المعدية عن طريق اللمس.
وشدد “الطبيب” على أنه يجب أن يتم إنشاء مراكز صحية مجهزة بشكلٍ كامل لاستقبال الأعداد الكبيرة من المرضى، فضلاً عن وجود كوادر طبية قادرة على متابعة المرضى على مدار الساعة.
وأكد “السومر” أن الجهود التي تبذلها مديرية الصحة التابعة لحكومة النظام “خجولة جداً” ولا ترتقي للمستوى المطلوب، حيث عملت على نشر سيارات مجهزة في شوارع المدينة لإجراء تحاليل فورية للأهالي، لكن هذا لا يضع حداً لانتشار المرض، ويتوجب عليها تكثيف جهودها لعلاج المرضى بأسرع وقت من خلال تجهيز مراكز صحية مخصصة لهم.
يذكر أن حي “السبيل” في مدينة درعا شهد قبل أسبوعين تقريباً عطل في خطوط مياه الشرب، ما أدى إلى اختلاطها مع مياه الصرف الصحي، وهو السبب الرئيسي وراء انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي بشكلٍ كبير في مدينة درعا، وفقاً لمراسلنا.