قال أويتون أورهان، منسق دراسات بلاد الشام لدى مركز “أورسام” لدراسات الشرق الأوسط في تركيا، إن المضايقات التي يقوم بها نظام الأسد، تجاه القوات الأمريكية في محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد، تهدف للضغط عليها من أجل إجبارها على الانسحاب من المنطقة.
وشهدت الفترات الأخيرة، تزايداً في المضايقات التي يقوم بها عناصر نظام الأسد بالتعاون مع الميليشيات الأجنبية المدعومة إيرانياً، ضد القوات الأمريكية في محافظة الحسكة.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصادر محلية، أن القوات الأمريكية واجهت عراقيل من قبل عناصر النظام الموجودة في مناطق محدودة شرقي نهر الفرات، 20 مرة على الأقل منذ مطلع العام الحالي.
وأدت هذه العراقيل التي يقوم بها عناصر النظام والمجموعات الإرهابية المدعومة إيرانياً ضد القوات الأمريكية، إلى حدوث مصادمات مباشرة بين الطرفين، خلال الأشهر الأخيرة.
وفي هذا الإطار، تقوم قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بعرقلة مرور الدوريات الأمريكية المتنقلة في المحافظة، عبر حواجزها المنتشرة في بعض المناطق بالحسكة.
وتقوم عناصر النظام في إطار عرقلتها لتنقل القوات الأمريكية في المحافظة، بإلقاء الحجارة على الأخيرة.
وقامت عناصر النظام والميليشيات الإيرانية، حتى الآن بعرقلة الدوريات الأمريكية في مركز محافظة الحسكة، وقرى دمها، وتل أحمد، وشاركو، والصالحية، وتل ذهب، وقبر صغير، وحمو، ودويشية، وشيركو، وميشرتيفية ومسائدة.
وبالعودة إلى الخبير التركي في مركز “أورسام”، أيتون أورهان، قال إن القوات الأمريكية المتواجدة شرقي نهر الفرات في الشمال السوري، انسحبت من الحدود التركية باتجاه الجنوب، وذلك قبيل عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا في تشرين الأول 2019.
وأضاف “أورهان” أن المنطقة الوحيدة التي لم تنسحب منها القوات الأمريكية على الحدود السورية التركية، هي تلك التابعة لمحافظة الحسكة والمحاذية للحدود السورية العراقية، مشيراً إلى أن المناطق السورية في محافظة الحسكة، تعد حساسة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لكونها صلة الوصل بين سوريا والعراق.
وأردف: “لا بد من السيطرة الأمريكية على هذه المناطق، من أجل مواصلة واشنطن إمداد تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي بالدعم اللوجستي عبر قواعدها المنتشرة في العراق، ولهذا السبب لم تنسحب القوات الأمريكية من تلك المناطق في تشرين الأول 2019″.
وأفاد الخبير التركي بأن نظام الأسد، وإيران وروسيا يهدفون للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إجبارها على سحب قواتها من المناطق المحاذية للحدود العراقية.
وتابع قائلاً: “وكما في العراق، نرى بأن إيران، تعمل من خلال الميليشيات الشيعية على الضغط على الولايات المتحدة من أجل إجبارها على سحب قواتها من المنطقة”، مستطرداً “كذلك تعمل روسيا ونظام الأسد على تفعيل آليات الضغط على الولايات المتحدة من أجل سحب قواتها من المنطقة”.
واستبعد الخبير التركي لجوء نظام الأسد وحلفائه إلى استخدام آليات القوة من أجل إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من سوريا، مضيفاً أنه بدلاً من ذلك، قد يلجأ نظام الأسد وحلفاؤه من الإيرانيين والروس، إلى استنزاف القوات الأمريكية على المدى الطويل بدلاً من استخدام القوة ضدها.
وكنوع من آليات الاستنزاف، يقوم نظام الأسد بتحريض السكان المحليين المقربين منه، ضد القوات الأمريكية، حيث يقومون برمي الحجارة على مدرعات الدوريات الأمريكية بين الحين والآخر، بحسب الخبير التركي.
وأوضح “أورهان” أن القوات الأمريكية تتجنب الدخول في مواجهات مع السكان المحليين، فقد ينجم عنها نتائج وخيمة لا يمكن تفاديها لاحقاً.
يُذكر أن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، أخلت بعض قواعدها العسكرية هناك مع بدء عملية “نبع السلام” التركية عام 2019، في حين ركزت على التموضع حول آبار النفط في المنطقة.
وتمتلك الولايات المتحدة التي تواصل دعمها لتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، العديد من القواعد والنقاط العسكرية في محافظات الحسكة، والرقة ودير الزور، إضافة إلى قاعدة التنف في الجنوب السوري.
المصدر: الأناضول