قال مراسل “حلب اليوم” إن قيادة العمليات العسكرية الروسية أنهت خلال اليومين الماضيين أعمالها الخاصة بإنشاء مهبط للطيران المروحي على أطراف منجم الشرقية، الذي يعتبر ثاني أكبر مناجم استخراج الفوسفات في ريف حمص الشرقي.
وأكّد مراسلنا هبوط ثلاث مروحيات قادمة من مطار تدمر العسكري ضمن المهبط الجديد الذي تمّ الإعلان عن بدء استخدامه بعد ظهر أمس الأول الاثنين، فضلاً عن هبوط مروحية شحن عسكرية كانت قد انطلقت من مطار الشعيرات حاملة معها مجموعة من العتاد العسكري الذي تمّ توزيعه على عناصر من مرتزقة “فاغنر”، التي تعمل على حماية الخبراء الروس المشرفين على سير العمل ضمن منجم الشرقية.
ويعتبر مربض الطيران المروحي في ريف حمص الشرقي هو الثاني من نوعه، بعدما أنشأت القوات الروسية أواخر العام 2021 الماضي مهبطاً مشابهاً داخل حقل شاعر النفطي جنوب شرق مدينة تدمر.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله، إن الخبراء الروس ضمن شركة “ستروي ترانس غاز” المسؤولين عن استخراج الفوسفات ضمن ريف حمص الشرقي جددوا عقود العمل مع مجموعة من شركات النقل والاستثمار الخاصة لمدة عام إضافي، وعلى رأسها شركة “زمن الخير” المملوكة لرجل الأعمال السوري وعضو مجلس الشعب في حكومة النظام “حسام القاطرجي”.
وتعمل شركات الاستثمار الروسية على نقل إنتاج مناجم استخراج الفوسفات من ريف حمص الشرقي إلى ساحل محافظة طرطوس تحت حماية ميليشيا “سند الأمن العسكري”، ليتم شحن حمولتها إلى البواخر الراسية ضمن مرفأ طرطوس استعداداً لنقله نحو الأراضي الروسية.
وتبسط روسيا سيطرتها الشبه مطلقة على أكبر منجمين لاستخراج الفوسفات في روسيا المتمثلين بمنجم الصوانة ومنجم الشرقية، فضلاً عن تقاسمها لإنتاج منجم خنيفيس مع الشركات الإيرانية التي حصلت على عقود استثمار في المنطقة بعد تفاهمات مع حكومة النظام.
تجدر الإشارة إلى أن سوريا تحتل المركز الخامس على الصعيد العالمي للدول المصدرة للفوسفات قبل اندلاع الثورة السورية أوائل العام 2011، بالوقت الذي أكدت تصريحات حكومية في وقتٍ سابق أن منجمي الشرقية والصوانة يضمان طبقات من الفوسفات تتراوح سماكتها ما بين 10/12 متر، الأمر الذي فتح شهية كل من روسيا وإيران لاستغلال الموارد الباطنية في سوريا وتجييرها لمصالح دولهم.