استقدمت ميليشيا “حزب الله” اللبناني عشرات العائلات من منطقة البقاع اللبنانية إلى مدينة القصير الخاضعة لسيطرتها داخل الأراضي السورية، وقدرت أعداد الأفراد التي دخلت خلال الأسبوع الجاري بنحو 250 شخصاً من بينهم نساء وأطفال.
ونقل مراسلنا في حمص عن مصدر محلي قوله، إن سبع حافلات تقلّ عائلات من مقاتلي ميليشيا “حزب الله” اللبناني عبرت صباح اليوم الثلاثاء، الحدود السورية اللبنانية “غير الشرعية” والتي تديرها قيادات من ميليشيا حزب الله، وتوجهت إلى مدينة القصير تمهيداً لتوزيعها على عدد من القرى التابعة للقصير التي تشكل الثقل البارز لوجود الحزب ضمن الأراضي السورية.
وأشار المصدر الذي، فضّل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية، أن ميليشيا حزب الله اتخذت من قرية الضبعة نقطة ارتكاز لتوطين عائلات مقاتليها شمال غرب مدينة القصير نظراً لأهميتها الاستراتيجية متمثلة بقربها من المطار العسكري، والكتيبة العاشرة “دفاع جوي” التي حولها الحزب لثكنة عسكرية تؤوي مقاتليه، تجنباً للهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقعه بين الحين والآخر.
في ذات السياق؛ اتبعت قيادات ميليشيا حزب الله اللبناني بالتنسيق مع ضباط رفيعي المستوى من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد تكتيكاً جديداً، تمثل بفرض طوق أمني على قرى الشريط الحدودي الذي يفصل الأراضي السورية عن الأراضي اللبنانية، وعملت على توطين عشرات العائلات ضمن قرى الذيابية وربلة وزيتا المتعارف على سكانها بموالاة النظام ومساندته منذ اندلاع الثورة السورية.
وبحسب مراسل “حلب اليوم”، فإن ميليشيا حزب الله اللبناني أقدمت على توطين عشرات العائلات من أهالي كفريا والفوعة الذين تم إجلائهم من شمال سوريا بموجب اتفاق بين جيش الفتح “آنذاك” مع قوات النظام ضمن الحي الغربي لمدينة القصير وتم منحهم أراضٍ زراعية للعمل بها، علماً أن مالكي تلك الأراضي تمّ تهجيرهم بقوّة السلاح نحو بلدان اللجوء، ولم يتم السماح لهم بالعودة بعد التهديد بتصفيتهم أو اعتقالهم من قبل عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني حوّلت مدينة القصير وقراها الريفية من الجهة الغربية لنهر العاصي لمزارع حشيش نظراً لخصوبة أراضيها، فضلاً عن إنشاء عدد من معامل تصنيع الحبوب المخدرة “كبتاغون” ضمن المدينة التي باتت تصدّر منتجاتها لمعظم المحافظات السورية، وسط غياب أي تحرك لقوات النظام أو أفرعه الأمنية المعنية بمكافحة انتشار هذه الظاهرة.