تشابهت الحرب الروسية على أوكرانيا، بالحرب الروسية الداعمة لنظام الأسد على سوريا بعدة جوانب، فقد استذكر مدونون عرب صور تهجير المدنيين من بعض المناطق سوريا بالحافلات الخضراء بعد إجلاء الأوكرانيين والأجانب إلى مناطق آمنة بالحافلات الصفراء.
ويبدو أن روسيا نقلت التكتيكات الدموية التي استخدمتها في حربها في سوريا إلى أوكرانيا، وفيما يلي نستعرض أربع “تكتيكات دموية” للجيش الروسي تظهر التشابه بين الحربين في سوريا وأوكرانيا:
استهداف المدنيين
شنت روسيا هجوماً على عدة مدن أوكرانية، تسببت في مغادرة أعداد كبيرة من الأوكرانيين لمنازلهم، وذكرت الأمم المتحدة في آخر تقرير لها، أن عدد اللاجئين منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا لا يقل عن مليوني لاجئ.
فقد تشابهت مشاهد المدنيين الأوكرانيين الفارين بمشاهد فرار السوريين من مدنهم، هرباً من قصف روسيا والنظام، كما أن حصار المدن وقصفها كان مشتركاً في البلدين.
وقد حاصرت روسيا مدينة كييف وخاركيف وسومي وميكولاف وأخيراً مدينة ماريوبول، وفي سوريا، شاركت روسيا بحصار حلب الشرقية عام 2016 والغوطة الشرقية بريف دمشق.
التدمير الممنهج
تشابهت مشاهد الحرب الروسية على أوكرانيا ودمار أحيائها، بدمار أحياء ومناطق سورية والتي شاركت روسيا بقصفها بالصواريخ والمدافع الثقيلة.
ونشرت عدة تسجيلات مصورة تظهر الآثاء التي خلفه القصف المدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية في أوكرانيا وتغير ملامحها من شدة القصف، لتعيد للأذهان صور الأحياء المدمرة في حلب وحمص والغوطة ودرعا.
القنابل العنقودية والأسلحة الثقيلة
استخدمت روسيا في قصفها على المدن في أوكرانيا وسوريا القنابل العنقودية، وقد استخدمتها روسيا في أحياء حلب الشرقية عام 2016، وفي أرياف حمص وإدلب وحماة أيضاً.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي”ينس ستولتنبرج”، في 4 آذار الجاري، في تصريح للصحفيين: “رصدنا استخدام قنابل عنقودية ونرى تقارير عن استخدام أنواع أخرى من الأسلحة، وهو ما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي”.
الحافلات الصفراء والخضراء
اتبعت روسيا سياسة الأرض المحروقة عبر تكثيف القصف وتوسيع الهجوم في كلا البلدين، ما دفع مئات الآلاف من المدنيين للنزوح من مناطقهم خوفاً من القصف.
حيث تشابهت عمليات إجلاء المدنيين بحافلات النقل العام، ففي أوكرانيا استخدمت الحافلات الصفراء لنقل النازحين واللاجئين، بينما في سوريا الحافلات الخضراء استخدمت لعمليات التهجير.
يشار إلى أنه على الرغم من تشابه جوانب الحرب الروسية على أوكرانيا،ودعم روسيا لنظام الأسد في حربه على سوريا، إلا أن خيارات اللجوء لدى السوريين كانت محدودة جداً ومحفوفة بالمخاطر، فقد خاض اللاجئون السوريون رحلات الموت في البحار ومشياً على الأقدام وصولاً إلى أوروبا، بينما فتحت الكثير من الدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قالت في تقرير لها إن تكتيكات الهجوم الروسي على أوكرانيا لإرهاب المدنيين وجعلهم أهدافا عسكرية، يماثل الهجمات التي نفذتها القوات الروسية في سوريا تحديداً في مدينة حلب لدعم حليفها في السيطرة وتحويل المناطق إلى دمار وأنقاض.