قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن أفرع المخابرات التابعة لنظام الأسد بدأت بإجراء دراسات أمنية حول أوضاع الشباب العائدين من القتال في ليبيا إلى جانب قوات “خليفة حفتر”، الذي يحظى بدعمٍ من قبل القوات الروسية، وذلك عقب وصول آخر دفعة من المقاتلين السوريين إلى محافظة حمص أواخر شهر كانون الثاني المنصرم.
وبدأت مفارز الأمن العسكري، وأمن الدولة، وفرع الأمن السياسي باستدعاء العائدين من ليبيا مؤخراً لدراسة وضعهم الأمني بحجة إجراء تسويات سياسية لأوضاعهم، باعتبار أن معظمهم مطلوب للأفرع الأمنية لتجنب إلقاء القبض عليهم نظراً لورود أسمائهم ضمن لوائح مذكرات الإحضار المزودة للحواجز العسكرية المنتشرة ضمن المدينة وريفها.
مصدر أمني أفاد لمراسلنا بورود تعليمات من فرع الأمن الوطني الذي يترأسه اللواء “علي مملوك” إلى رؤساء أفرع المخابرات من أجل متابعة أوضاع العائدين بحجة التسويات، باعتبار أنهم كانوا غائبين عن المحافظة خلال الفترة التي أجريت خلالها تسوية المطلوبين من أبناء ريف حمص، والأحياء السكنية على حدٍّ سواء.
وأردف المصدر أن هذه الخطوة تؤكد عدم ثقة الأفرع الأمنية بالعائدين فضلاً عن خشيتها من تشكيل مجموعات خارج إطار الدولة، إضافة للتأكيدات التي تمّ الحديث عنها خلال لقائهم، بأن دور القوات الروسية بحمايتهم انتهى مع لحظة هبوط طائرات “اليوشن” في مطار حميميم في اللاذقية، والذي تديره القوات الروسية بشكلٍ كامل.
“محمد.غ” أحد العائدين من ليبيا قال إن العديد من زملائه الذين شاركوا بحماية المنشآت النفطية الليبية رفضوا التوجّه إلى المفارز الأمنية التي استدعتهم بحجة إجراء دراسة أمنية، تخوفاً من عمليات الاعتقال باعتبار أن من بينهم منشقين عن قوات النظام، وأخرون مطلوبين لأداء الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية.
وأضاف “محمد” أن المسؤولين عن الدراسات الأمنية عملوا على ابتزاز من رضخوا للدراسات الأمنية على الصعيد المالي، مقابل تعهدهم بكتابة دراسة “نظيفة” حول دورهم بأحداث الثورة السابقة مقابل مبلغ 100 ألف ليرة سورية عن كل شخص، مستغلين معرفتهم المسبقة بحصول العائدين على مبلغ يتراوح ما بين 10-12 مليون ليرة من القوات الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا ما تزال تفتح باب التطوع للشباب السوريين للقتال في ليبيا مقابل مبلغ 700 دولا أمريكي للشخص كمرتب شهري، بالوقت الذي تتغاضى عن وضع المنتسبين من الناحية الأمنية، وكذلك مسألة الفرار من صفوف عناصر قوات النظام، الأمر الذي دفع بالعشرات للانشقاق معولين على قبولهم مع المتجهين إلى ليبيا هرباً من الوضع المعيشي والاقتصادي الذي يعاني منه معظم القاطنين في مناطق سيطرة النظام.