أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بوقوع اشتباكات مسلحة بين أهالي قرية المشرفة شمال شرق حمص وعدد من ميليشيا “الدفاع الوطني”، أثناء محاولة الأخيرة إجراء عمليات تنقيب عن الآثار في المنطقة الأثرية شمال غرب المشرفة، عقب تحذير الأهالي المتكرر بضرورة إيقاف عملية التنقيب الجارية.
وشهدت المنطقة الأثرية في مدينة المشرفة قدوم عدد من البعثات الأجنبية المختصة بالتنقيب عن الآثار قبل اندلاع الثورة السورية، وتسببت الحرب التي شهدتها المنطقة بتوقف عمليات التنقيب، ومغادرة البعثات التي عثرت على آثار تعود لمملكة “قطنا” المؤرخة بتاريخ البرونز الوسيط وتحديداً للعام 2700 قبل الميلاد.
مصدر محلي من مدينة المشرفة أفاد لمراسل “حلب اليوم” بأن كتيبة المدفعية 27 التابعة لنظام الأسد، والمتاخمة للمدينة الأثرية تسببت بتهدم أجزاء كبيرة من الإرث الحضاري، وذلك عقب استعمال الساحة الرئيسية للقرية الأثرية كمستودع للمدافع، والذخيرة التي كانت تستخدمها طيلة سبعة أعوام لاستهداف مدن وقرى ريف حمص الشمالي الواقعة إلى الغرب من المشرفة.
وسحبت قوات النظام عتادها العسكري من القرية الأثرية عقب توقيع اتفاق المصالحة برعاية روسيا مع فصائل المعارضة منتصف عام 2018، تاركة وراءها إرث تاريخي للصوص والباحثين عن الكنوز الدفينة، الأمر الذي رفضه أبناء المنطقة وطالبوا مراراً بضرورة وجود حماية أمنية للمنطقة الأثرية.
وأكّد المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “لضرورات أمنية” – أن ميليشيا “العزم” التابعة للدفاع الوطني أقدمت على حفر مجموعة من القبور، وتمكنت من استخراج مجوهرات ولقى أثرية ثمينة تمّ تهريبها إلى لبنان لبيعها في السوق السوداء، الأمر الذي فتح شهية باقي الميليشيات المدعومة من قبل مخابرات النظام للعمل على التنقيب بشكلٍ منفرد.
في ذات السياق؛ وقف أهالي المشرفة خلال اليومين الماضيين بوجه المجموعات القادمة من البادية السورية إلى القرية بهدف التنقيب عن الآثار، وتسبب منعهم باندلاع اشتباكات مسلحة مع أبناء المنطقة ما استدعى تدخل قوات الكتيبة 27 مدفعية لحل النزاع والتعهد بإنشاء حاجز عسكري لحماية المنطقة الأثرية من أي محاولة للتنقيب عن الآثار.
تجدر الإشارة إلى أن ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بدأت أواخر العام الماضي، بحملة للتنقيب عن الآثار في مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي، على مرأى من عناصر قوات النظام الموجودين في المنطقة دون تحريك أي ساكن من قبلهم، علماً أن المدينة الأثرية التدمرية تم إدراجها على لائحة منظمة اليونيسكو العالمية.