منعت إدارة مستشفى الشاوي في محافظة حمص تخريج أحد المرضى من أروقتها لحين دفع ذويه مبلغ سبعة ملايين ليرة سورية أجرة عمل جراحي للقلب، تمّ خلالها تركيب شبكة وبالون لتوسيع الشرايين بعد وصوله إلى المستشفى عبر سيارة تابعة للهلال الأحمر من ريف المدينة.
وأعرب أحد أبناء المريض خلال حديثه لمراسل “حلب اليوم” عن صدمته مع أفراد الأسرة من “التكلفة” التي لم تكن بالحسبان إطلاقاً، عقب خروج الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية لوالدهم.
وحمّل ذوو المريض شعبة الهلال الأحمر المسؤولية عن إدخال والدهم للمستشفى الخاص، مطالبين إياهم بدفع فاتورة المستشفى التي لا يقوون على دفعها، نظراً لوضعهم المادي المتردي، بحسب وصفهم.
محمد الابن الأكبر للمريض قال إن والده شعر بضيق بالتنفس مع وجود حرقة بالبلعوم ترافق مع حالة تنميل ليده اليسرى، ليتم نقله إلى نقطة شعبة الهلال في قرية المخرم الفوقاني، لتقوم بدورها بإحالته إلى المستشفى نظراً لسوء وضعه حيث تم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى الشاوي “الخاص” ومن ثم دخل بشكلٍ عاجل لغرفة العمليات.
وأضاف “محمد”: كنا نعتقد أن العمل الجراحي سيتم “مجاناً” باعتبار أنه لم يتم إبلاغنا من قبل شعبة الهلال عن الوجهة التي نريد، لنتفاجأ بفاتورة المستشفى البالغة سبعة ملايين و200 ألف ليرة، الأمر الذي دفعنا للاتصال مع شعبة الهلال للاستفسار عن الموضوع، والتي تنصلت بدورها من المسؤولية بشكلٍ كامل لنتجه لمركزها تاركين والدنا في المستشفى وقمنا بتهديد رئيس الشعبة بعدما تبين أنه يتقاضى “عمولة مالية” عن كل مريض يتم إيصاله للمستشفى لإجراء عمل جراحي.
وتعهد رئيس شعبة الهلال في قرية المخرم “حسين الخضر” بمساعدتنا بدفع تكاليف العملية من خلال تواصله مع عدد من الجمعيات الخيرية، والتي قامت بالفعل بمنحنا شيكات بمبالغ مختلفة بلغت قيمتها الإجمالية نحو ثلاثة ملايين ونصف ليرة سورية، في حين تكفل “الخضر” بدفع مليون ليرة، وقمنا بدورنا بدفع ما تبقى لإخراج والدي من المستشفى الذي تحول لمركز للتجارة على حساب المرضى.
ونقل مراسل “حلب اليوم” في حمص عن مصدر طبي في مستشفى الشاوي قوله إن إدارة المستشفى تتعامل مع نقاط الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، وكذلك مكاتب القبول والاستقبال في المستشفيات العامة كـ “سماسرة” يتم منحهم نسبة مالية على كل مريض يتم تحويله إليها.
وبين المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن اسمه – أن نسبة كل نقطة أو موظف حكومي داخل المستشفيات العامة لا تقل عن 500 ألف ليرة عن كل حالة يتم إرفاد المستشفى بها، باعتبار أن العمليات الجراحية باتت تتخطى بطبيعتها حاجز الثلاثة ملايين وما فوق في الآونة الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن المستشفيات الحكومية الموجودة في محافظة حمص كما هو واقع الحال يما يخص مستشفى الباسل في حي كرم اللوز، والمستشفى الوطني الذي تمّ ترميم جزء منه مؤخراً، ومستشفى التوليد الخاص بالأطفال في حي الوعر لا تتعدى مهامه في الآونة الأخيرة مسألة إعطاء بعض المسكنات للمراجعين من المرضى، ومن ثم محاولة إقناعهم بالذهاب إلى المستشفيات الخاصة التي يتعاملون معها بشكلٍ غير مباشر، وفقاً لمراسلنا.