أصدر مدير أوقاف محافظة حمص المُعيّن حديثاً “زهير الأتاسي” التابع للنظام توجيهاً إلى أئمة وخطباء مساجد مدينة حمص وريفها يقضي بضرورة الدعاء من جديد لرئيس النظام “بشار الأسد” أثناء خُطب يوم الجمعة، بالإضافة للتنويه لعدم التطرق للأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها سكان مناطق سيطرة النظام.
ونقل مراسل “حلب اليوم” عن أحد أئمة مساجد حمص “عبد الإله شيخ الورق” قوله إنه تم تزويد العلماء بتعليمات شفهية من قبل رؤساء المفارز الأمنية الموجودين في أحياء حمص، وذلك خلال اجتماعهم مع ثلّة من الخطباء والأئمة الذين تمّت دعوتهم أول أمس الاثنين لحضور اجتماع طارئ ضمن المفارز الأمنية.
وأضاف “عبد الإله” أن التعليمات “المبطنة بتهديد أمني” أكدت وجود مراقبة داخل المساجد أثناء خطب الجمعة للتأكد من دعائنا على المنابر لبشار الأسد، مع التنويه إلى أنه ستتم محاسبة الرافضين للتعليمات الواردة من خلال استدعائهم للأفرع الأمنية للاستفسار عن الأسباب التي منعتهم، بالإضافة لتعليق عملهم الديني والدعوي في حال تكرر الأمر مرة ثانية.
وتأتي التوجيهات الصادرة عن زهير الأتاسي الذي أطاح بسلفه الشيخ عصام المصري أحد أبرز رجال التسويات في حمص، كنوع من إثبات الولاء لبشار الأسد، والذي تربطه علاقات وثيقة مع وزير الأوقاف في حكومة النظام عبد الستار السيد، بحسب ما يرى عدد من علماء مدينة حمص، والذين أعربوا عن خيبة أملهم لما وصل إليه الحال فيما يخص رجال الدين الذين كانوا يتمتعون “بقدسية” بعيداً عن مرمى الأهداف السياسية نظراً لما يمتلكونه من علم في المجال الديني.
سليمان “اسم وهمي” رجل دين وهو أحد خطباء المساجد في قرى ريف حمص قال إنه بصدد تقديم استقالته لدى مديرية أوقاف حمص، لأنه يعلم يقيناً أن ما تم طلبه يتنافى مع ما تعلمه في أصول علم الحديث، الذي دعا للوقوف بوجه الظالم الذي دمّر، وقتل واعتقل الآلاف من أبناء المحافظات السورية.
ولفت “سليمان” إلى أن خطوته القادمة ستأتي بعد مرور فترة وجيزة على اتباع التعليمات الواردة ممن أسماه “بشيخ السلطة” في إشارة منه لمدير أوقاف حمص “زهير الأتاسي”، وذلك لضمان عدم ملاحقته بتهمة رفض الدعاء للأسد من قبل الأجهزة الأمنية.
تجدر الإشارة إلى أن مُعظم خطباء وأئمة المساجد استغلوا في الفترة السابقة عدم التدقيق عليهم بالدعاء لبشار الأسد، ليتناسوه بشكلٍ مطلق أثناء اعتلائهم لمنابر صلاة الجمعة، فضلاً عن تسخير الخطب لضرب الأمثلة بالسلف الصالح وما كانوا يتكبدوا من عناء لتحسين أوضاع الرعية، الأمر الذي لم يجد قبولاً لدى مديرية أوقاف حمص، لتتخذ خطوة مفاجئة تجبر الخطباء على الدعاء لبشار الأسد وعدم التطرق للأوضاع المعيشية التي باتت الشغل الشاغل لسكان مناطق سيطرته، وفقاً لمراسلنا.