كشفت مصادر إدارية من داخل مصفاة حمص لمراسل “حلب اليوم” عن وجود تحضيرات في الآونة الأخيرة داخل المنشأة النفطية لتسليم روسيا إدارة مصفاة حمص بشكلٍ كامل خلال الفترة القليلة القادمة، أسوةً بما تم الاتفاق عليه بين قطاع الاستثمار الروسي وحكومة النظام بمعمل الأسمدة الآزوتية سابقاً.
وبيّن مصدر إداري في المصفاة قيام فريق خبراء روسي بالعمل على ترميم عدد من الأقسام الحيوية، والرئيسية داخل مصفاة حمص، والتي تعرض بعضها للضرر منذ عدّة أعوام بسبب قصفها من قبل فصائل المعارضة، كما هو واقع الحال بما يخص الخزانات الخارجية، وقسم الشعلة الرئيسي، إضافة لتعطل أقسام التكرير، وخط التعبئة الخاص بضغط الغاز المنزلي الذي اهترئ بسبب طول مدة استعماله، وعدم وجود قطع صيانة في مستودعات المصفاة.
وأشار المصدر إلى دخول رجال أعمال سوريين إلى المصفاة بإدارة “حسام القاطرجي”، وعملوا على استجرار وتوريد قطع غيار للمضخات المسننية بإشراف الخبراء الروس، بالإضافة للأسقف العائمة مع أنظمة التصريف الحديثة لحماية خزانات البنزين في وحدة التقطير 100، فضلاً عن إدخال مرجل بخاري kgcm2/38 المسؤول عن تنقية الشوائب من بنزين الأوكتان الممتاز.
وفي السياق؛ قال أحد موظفي مصفاة حمص لمراسلنا إن هناك أنباء أولية تشير لنية فريق الخبراء الروسي بتخفيض عدد العاملين داخل المصفاة لما دون النصف، مع التعهد برفع رواتب الموظفين داخلها لما يقارب الـ 400 ألف ليرة سورية كحد أدنى.
وأضاف الموظف، الذي فضل عدم الكسف عن اسمه، أن هذه الخطوة تهدد معيشة مئات العائلات التي سيتم العمل على فصل موظفيها من وظائفهم، كما حصل مع موظفي مؤسسة السماد الآزوتي الذي بدأ يديره فريق عمل مختص روسي منذ مطلع عام 2020.
المهندس المختص بالبترول “علي عمار” (اسم وهمي) قال إن عموم سكان مناطق سيطرة النظام تخشى من وضع روسيا يدها على مصفاة حمص تحسباً لارتفاع أسعار المحروقات، لا سيما أن الشاهد على ما سيأتي هو ارتفاع سعر الأسمدة من 4000 ليرة سورية، إلى 135 ألف ليرة، قبل وبعد أن وضعت روسيا يدها على معمل الأسمدة في حمص.
يشار إلى أن استعداد روسيا لإدارة مصفاة حمص يأتي بالتزامن مع إعلان رئيس حكومة النظام عن رفع سعر المحروقات بما يتناسب مع السعر العالمي، فضلاً عن تسلم روسيا إدارة مرفأ محافظة اللاذقية بموجب التعاقدات التي أبرمتها مع حكومة النظام لأجل طويل الأمد.