دفعت ميليشيا “حزب الله” اللبناني خلال الأسبوع الماضي بتعزيزات عسكرية من ريف حمص الجنوبي الغربي ومدينة النبك إلى منطقة القلمون الواقعة ما بين محافظتي حمص ودمشق، وسط إجراءات أمنية مشددة منعت خلالها اقتراب الأهالي من المواقع التي أنشأت ضمنها مجموعة من الحواجز والنقاط العسكرية لصالح قواتها، حسبما أفاد به مراسل “حلب اليوم”.
وقالت مصادر محلية إن نحو 20 سيارة عسكرية محملة ومغطاة وصلت إلى أطراف منطقة “الناصرية” ضمن جبال القلمون المتاخمة للحدود السورية اللبنانية خلال الأيام الماضية، وتلاها وصول عدد من السيارات الناقلة للجند تحمل أعلام حزب الله اللبناني بالتزامن مع دخول رتل عسكري من منطقة البقاع اللبنانية إلى داخل الأراضي السورية عبر منافذ حدودية “غير رسمية” تخضع لسيطرة ميليشيا حزب الله.
وتحدث مصدر “أهلي” فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية أن قياديين من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني أجروا عدّة جولات استطلاعية في وقتٍ سابق ضمن المناطق الجبلية لمنطقة القلمون، ولا سيما أطراف مدينة “جيرود” قبل أن تبدأ ميليشيا حزب الله ببسط نفوذها داخل المنطقة، ما يشير إلى وجود تنسيق مشترك متفق عليه للخطوات التي يجريها الحزب في المنطقة مع قياديين من الحرس الثوري.
وأشار المصدر إلى أن اختيار منطقة القلمون الشرقي من قبل ميليشيا حزب الله ومُحركه الرئيسي “الحرس الثوري الإيراني” يأتي اعتماداً على طبيعة الأرض الجبلية والتي توفّر الحماية اللازمة للأسلحة والصواريخ وطائرات الاستطلاع الإيرانية من هجمات سلاح الجو الإسرائيلي الذي كثف أواخر العام الجاري من غاراته على مواقعها، ما تسبب بخسائر فادحة بالعتاد والمعدات اللوجستية.
وتضمّ منطقة الناصرية في منطقة القلمون مركزاً للبحوث العلمية يُديره “بحسب مصدر مطلع” خبراء من الجنسية الإيرانية، فضلاً عن وجود ترسانة أسلحة صاروخية ضمن مستودعات لواء 811 دفاع جوي بعمق يتراوح من 800 – 1200 متر الأمر الذي يجعل من الاستحالة تعرضها للتدمير جراء أي غارة جوية.
أعلن مركز الأبحاث الإسرائيلي “ألما” أمس الأربعاء، على لسان رئيس قسم الأبحاث الرائد “تل بيري” أن ميليشيا حزب الله اللبناني قامت بنشر بطاريات للصواريخ الإيرانية من طراز SA8 جو-أرض بعد أن أجرت جملة من التدريبات لعناصرها عن كيفية استخدامه ضد الأهداف المعادية لحماية منطقة البقاع اللبناني من الغارات الإسرائيلية التي تركز على استهداف المواقع الإيرانية داخل الأراضي السورية.
تجدر الإشارة إلى أن ميليشيا الحرس الثوري تسيطر بشكلٍ شبه تام على المناطق الممتدة من البادية السورية مروراً بريف حمص الشرقي ووصولاً إلى منطقة القلمون الذي يربط بدوره الحدود السورية مع منطقة البقاع الخاضعة لسيطرة ميليشيا حزب الله اللبناني، الأمر الذي يخدم بشكلٍ كبير مشروع “الهلال الشيعي” الذي أعلنت عنه طهران قبل عدّة أعوم.