اعتمد عشرات الشبان في محافظة درعا خلال السنوات السابقة على تجارة الطيور كمصدر رزق لهم، في ظل الغياب الواضح لفرص العمل، بهدف تأمين مستلزمات منازلهم في هذه الظروف المعيشة الصعبة التي تمر على الأهالي، بحسب مراسل “حلب اليوم”.
ومن خلال حديثه لـ”حلب اليوم” قال “جهاد العمر” أحد أهالي مدينة درعا، إن تربية طيور الحمام كانت في السابق هواية حيث لايملك إلا عدد قليل منها على سطح منزله، لكن اليوم أصبحت مصدر رزقه الوحيد بعد أن أصبح تأمين فرصة عمل تتناسب مع ارتفاع اسعار أمر صعب جداً.
وأضاف “العمر” أن فكرة تجارة الطيور جاءت عن طريق الصدفة بعد أن تحدث لهُ أحد أصدقائه أن هناك العديد من أنواع طيور الحمام تباع بأسعار عالية تصل لأكثر من مليون ليرة سورية في بعض الأحيان.
وأوضح “العمر” أنه عمل على بيع أثاث منزله لشراء أنواع جديدة من طيور الحمام ذات الأسعار المرتفعة للتجارة فيها ويتمكن من الحصول على أرباح مالية جيدة.
وأشار “العمر” إلى أن الفكرة كانت في البداية مجنونة لبعض الأهل والأقرباء، لكن ومع الأيام أثبتت تجارة الطيور أنها ذات مردود جيد نتيجة بيع أفراخ الطيور الصغيرة، حيث يصل سعر البعض منها إلى أكثر من 500 ألف ليرة سورية.
من جانبه تحدث “يوسف القاضي” أحد تجار طيور الزينة، أنه في البداية كان يعمل على صيد طائر “الحسون” في بعض مناطق ريف محافظة درعا باستخدام بعض وسائل الصيد البسيطة.
وقال “القاضي” إن صيد طائر “الحسون” لهُ أيام محددة خلال السنة ومناطق معينة ذات الطبيعة التي تحتوي على أشجار كثيرة، مضيفاً أنه في الرحلة كان يتمكن من صيد ما يقارب 10 طيور يباع الواحد منها بـ 30 ألف ليرة.
وأكد “القاضي” على أنه عمل لاحقاً على فتح محل مخصص لبيع طيور الزينة في مدينة درعا، حيث يشهد المحل إقبالاً جيداً من قبل الشبان الذين باتوا يعتمدون على تجارة الطيور من خلال تربية العديد من الأنواع في منازلهم.
يذكر أن سيطرة قوات النظام على محافظة درعا بدعمٍ روسي قبل أكثر من 3 سنوات، ونشر حواجزها العسكرية بين مدن وبلدات المحافظة كانت عائقاً أمام تنقل الشبان الباحثين عن فرص عمل خارج مناطق سكنهم، ومن أبرزهم المتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيش النظام، وفقاً لمراسلنا.