أثار إعلان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور “بوب مينينديز”، الجدل حول تأثر الوجود الإيراني في الشرق الأوسط، بعد الحديث عن تشريع مدعوم من حزبين في الكونغرس الأمريكي، لمنع إيران والمليشيات المتحالفة معها من الحصول على طائرات مسيرة.
بيان الكونغرس أكد أن اعتماد إيران المتزايد على الطائرات بدون طيار لمهاجمة الأفراد والأصول الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك سفن الشحن والمرافق التجارية والشركاء الإقليميين، يمثل تهديداً خطيراً ومتزايداً للاستقرار الإقليمي.
ما أثر القرار على قدرات إيران العسكرية؟
قال المحلل العسكري العميد “عبد الله الأسعد” في حديث خاص لحلب اليوم: “إن قدرات إيران العسكرية بالنسبة للطائرات ليست بالأمر السهل، فهي تعمل على هذا المشروع في سوريا منذ 2014، وتساعدها الصين وكوريا الشمالية، كما أنه يتم بإشراف خبراء ومستشارين إيرانيين، وتقوم بتطويل برمجة الطائرات المسيرة وتريد أن تتفوق على هذا الموضوع.
يتابع “الأسعد” بعد القرار الأمريكي سيتم مراقبة جميع المصادر مع فرض عقوبات لمن يقوم بالتوريد لإيران، ما يضطرها إلى اللجوء لتهريب هذه المصادر، وهي ليست قطع ميكانيكية فقط، بل يوجد أيضاً قطع الكترونية هامة جداً تستخدم لقيادة الطائرات المسيرة، مثل التي قصفتها إسرائيل في ميناء اللاذقية موخراً.
هل سيتأثر النفوذ الإيراني في سوريا؟
قال “محمد السكري” الباحث السياسي السوري، إن مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة ولا سيما في سوريا، والفشل المبدئي لمحادثات فيينا، يشي بوجود إجراءات أمريكية جديدة للحد من النفوذ مع تغلغل طهران ووصولها لمرفق اللاذقية الاستراتيجي.
وبحسب “السكري”: في حال مرّ القانون وتم سنه سيكون له تأثير جيد على طهران، ولكنه لن يفي بغرض إيقاف الهجمات بالمسيرات الانتحارية، مع امتلاك إيران لعدة طائرة مسيرة محلية كمهاجر ٦ وسيمرغ ١٧١ وكمان ٢٢ وشاهد ١٤٩ التي تُصنع معظمها في إيران.
ومن هنا يؤكد “السكري” صعوبة مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا بأدوات الضغط الدبلوماسية/ السياسية، وهذا يمكن إثباته بوصول إيران لميناء اللاذقية الذي من المفترض أن يخضع للنفوذ الروسي، وهذا يعني عدم قدرة روسيا باحتواء هذا التغلغل الإيراني المتزايد بالرغم من الوعود التي قدمتها لتل أبيب في سوتشي خلال الأسابيع الماضية.
وحول الطريق الأقصر لتحجيم أو إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا، يرى “السكري” أن ذلك لا يتم إلا عن طريق عملية عسكرية، وهذا ما لوحت به واشنطن وتل أبيب في حال فشل الجولة السابعة من مسار فيينا الخاص ببرنامج إيران النووي، ومع ذلك يصعب التكهن بجدية الأطراف الدولية لخوض حرب مفتوحة عسكرية مع طهران في المنطقة وسوريا بالتحديد، بحسب تعبيره.
حلب اليوم – سليم قباني