مقال رأي – م. أسامة تلجو
في معرض حديثها عن الإعلام البديل في مؤتمر سنوي لإحدى المنظمات، أثار حفيظتي كلام إحدى السيدات عن وسائل الإعلام المحلية واستخدامها لغة التعميم التي تتعارض مع لغة البحث والدراسة العميقة..
فبعد أن ذكرت بعض الإحصائيات المهمة عن منصات التواصل الغربية، ثم ميزات الإعلام البديل وفوائده في ساحة التغيير ، استطردت -مع أسفها – أن وسائل الإعلام المحلية لاتعمل على دراسة الجمهور ولا تضع خططاً استراتيجية، ثم ذكرت أيضاً أن وسائل الإعلام هذه ليس لها متابعين في مناطق سيطرة النظام !!
هذا الكلام قد ينطبق فعلاً على بعض الجهات الإعلامية ، وقد تكون جميعها بحاجة لتطوير أدواتها في هذا المجال ،لكنه بالتأكيد لاينطبق على الجميع .
وكي يكون ما أعنيه واضحاً سأضطر للاستشهاد بقناة حلب اليوم ، اعتماداً على دراسات وبحوث وأرقام وحقائق ،لا على كلام سرديّ ..
ففي دراسة لمؤسسة دراسة أجرتها مؤسسة NAVANTI الأمريكية في ثلاث محافظات سورية هي حلب – إدلب – الحسكـة كانت النتائج في محـافظة حلب كالآتي:
قناة حلب اليوم هي الأكثر مشاهدة بحصة 24.46% من المشاهدين الذين تمت الدراسة عليهم وتلتها قناة الجزيرة بحصة 8.84% ثم قناة العربية بحصة 6.92%.
وفي بحث سريعٍ لفريق المنصات داخل القناة بأخذ عيّنتين تم نشرهما حديثاً على منصة فيس بوك الأولى لوثائقي قصير بعنوان أحمد حسون حصد أكثر من نصف مليون مشاهدة، والثانية لمادة فنية عن مقابلة لسيف الدين سبيعي ،تبيّن أن أكثر نسبة من المتابعين كانت في دمشق ، ثم في حلب ، وكلاهما تحت سيطرة النظام.
أما عن دراسة الجمهور فمنذ أكثر من عام وتحضيراً للدورة البرامجية للنصف الأول ثم الثاني من الدورة البرامجية لعام 2021 ، تم عقد عدّة ورشات عمل في تركيا وفي سوريا حضرهم مجموعة من المختصين الإعلاميين وممثلي المجتمع، وورشة خاصة باليافعين، ثم العديد من استطلاعات الرأي عبر منصات القناة ، إحداها خاصّة بالنساء ، وسؤال الجمهور بشكل مباشر ، عما يريدونه وما لا يريدونه على شاشة ومنصات حلب اليوم.
في الجولة الأولى للنصف الأول من عام 2021 ، تم الحصول على 21 مخرجاً معظمها تم الاستفادة منها في تطوير القناة واختيار برامج الدورة الجديدة .
وفي الجولة الثانية قام فريق القناة بعملٍ مشابه..
هذه الإجراءات انعكست على أداء القناة بشكل واضح من حيث الانفتاح الأكبر على الجمهور والتنوع الأكبر للبرامج فكان برنامج صباح سوري و صاغ سليم ، وخيمة يلدز ، وبين الناس ، وصوتِك بغيّر ، والعيادة القانونية ، وحياة صحيّة…
كما تم توسيع دائرة الجمهور المستهدف ،وخاصة المشاركة النسائية حيث تضاعفت نسبة التفاعل عند الإناث.
وجغرافياً كان الإنجاز الأخير وصول شاشة حلب إلى الجمهور السوري في كل أوربا عبر القمر الصناعي توركسات.
قد لاتكون الخطة الاستراتيجية مكتملة الأركان ، موثقةً بأرقام ، لكن الرؤية واضحة وضعتها أعينٌ تحسنُ اطّلاع الأفق ، وجلّت بصيرتها (التشاركية) مع مجتمع فاعل يعرف مايريد ومايصلح .
هذا الطريق وهذه الطريقة سيسيران بنا دوماً نحو الأمام ونحو الأفضل .. لنقترب أكثر .