قال مراسل “حلب اليوم” إن حي البياضة في مدينة حمص شهد انتشاراً أمنياً لعناصر فرع المخابرات الجوية التابع للنظام أثناء مداهمة منازل مجموعة من المطلوبين الأمنيين، على خلفية مشاركتهم بأعمال مناهضة لنظام الأسد خلال أعوام الثورة السورية التي انطلقت شرارتها مطلع العام 2011.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله إن دورية مؤلفة من ثلاث سيارات من نوع بيك آب داهمت منازل كل من “عبد الكريم الحسن، وخالد المحاميد، وسمير التركماني”، وتمّت عملية اعتقالهم برفقة اثنين من أبنائهم مع حلول ساعات الصباح الأولى من اليوم الخميس.
وأردف المصدر بتذرّع رئيس الدورية بوجود طلبيات أمنية بحق المعتقلين يعود تاريخها لما قبل سيطرة قوات النظام على أحياء حمص منتصف العام 2014 الماضي، لافتاً إلى أن المطلوبين كانوا قد لجأوا إلى ريف حمص الشمالي مع الرافضين لبنود التسوية، ليخضعوا لاحقاً لتسوية سياسية مع أبناء المنطقة منتصف العام 2018 الماضي بضمانة روسية قبل أن يقرروا العودة إلى منازلهم.
في السياق؛ أفاد مراسلنا بفرار العشرات من أهالي حي دير بعلبة المتاخم لحي البياضة بعد اعتقال أحد أبنائه على حاجز “طريق الستين” المؤدي إلى الحي، مساء أمس الأربعاء، بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية في العام 2016، أثناء تواجده في ريف حمص الشمالي، الأمر الذي تسبب بحالة من الذعر بين المدنيين الخاضعين لتسوية مع أفرع المخابرات، وقرروا على إثرها الفرار من الحي خشية اعتقالهم.
“أبو أحمد” (50 عاماً) من سكان حي دير بعلبة قال في حديثه لمراسلنا إن جميع من تمكن من العودة إلى منزله أُجبر على الحصول على موافقة أمنية من قبل فرع المخابرات الجوية المسؤولة عن أمن الحي، بالتالي فإن أجهزة المخابرات حصلت بشكلٍ مجاني على إحصائية دقيقة، ومعلومات وافية عن الأشخاص الذين عادوا على منازلهم، وبات من السهل عليهم اعتقال من يريدون في أي وقت.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الأهالي الذين تمكنوا من العودة إلى أحيائهم في حمص لا تتعدى الـ 25 بالمئة من إجمالي العدد الأصلي للسكان، بحسب إحصائية مكتب شعبة الهلال الأحمر منتصف العام الحالي، وذلك بسبب الضغوطات الأمنية التي يمارسها عناصر الأمن من جهة، واختيار شريحة واسعة من قاطنيها للهجرة نحو الدول الأوروبية أو للشمال السوري من جهة أخرى.