أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بانتشار حالة من السخط بين أهالي مدينة تلكلخ بريف حمص الغربي بعد إعلان الكادر الطبي في المدينة توقّفه عن استقبال المرضى الذين تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا-كوفيد19، أمس الثلاثاء، نظراً لانشغال نسبة الأسرّة المخصصة لاستقبال المصابين.
وأعلنت الدكتورة رغد صليبي رئيسة شعبة الأمراض السارية في حكومة النظام أن الحالات الجديدة سيتمّ العمل على إحالتها لتلقي العلاج اللازم ضمن مستشفى الوليد الكائن في حي الوعر داخل مدينة حمص، وذلك من باب الحرص على عدم اكتظاظ المشفيين بالمرضى، الأمر الذي من شأنه المساهمة بانتشار أوسع لفيروس كورونا.
مراسل “حلب اليوم” قال إن أهالي مدينة تلكلخ أعربوا عن سخطهم من قرار المجلس الإداري لمستشفى المدينة، والذين اعتبروا أن لهم الأحقية بتلقي العلاج، مطالبين بإحالة المرضى الذين ينحدرون من القرى المجاورة لتلكلخ إلى مدينة حمص.
مصدر طبي من داخل مستشفى تلكلخ قال إن نسبة إشغال الأسرّة المخصصة لاستقبال المرضى بلغت نحو 90% من العدد الكلي البالغ 120سرير، موضّحاً أن التعليمات الواردة من قبل مجلس الإدارة نصّت على إبقاء ثلاثة غرف في الطابق العلوي تحت الجاهزية التامة لحالات الطوارئ.
وأشار المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية، إلى أن نسبة المرضى الذين يقومون بمراجعة النقاط الطبية في المدينة ارتفعت بشكلٍ ملحوظ خلال الأسبوع الجاري، مضيفاً بوفاة 6-8 حالات مرضية بشكل يومي في قرى ريف حمص الغربي.
في سياق متّصل، أكّد مراسلنا في حمص ارتفاع عدد الوفيات في ريف حمص الشمالي منذ منتصف شهر أيلول ولغاية الآن، والتي بلغت نحو 65 حالة وفاة في عموم مدن وبلدات الريف الشمالي، منها 32 حالة في مدينة تلبيسة فقط، وسط حالة من التعتيم الحكومي عن الأعداد الحقيقة لحالات الوفاة في المدينة وريفها.
وعلى الرغم من انتشار فيروس كورونا بين أوساط المجتمع المدني، والذي تسبب بعشرات الوفيات إلا أن مراكز تلقي اللقاح التي افتتحتها حكومة النظام في مناطق سيطرتها ما تزال تشهد إقبالاً ضعيفاً من قبل الأهالي، وذلك ما أكده الدكتور نبوغ العوا، والذي طالب باتخاذ المرض على محمل الجد، لا سيما بعد تسجيل عدد من الإصابات بالفطر الأسود، منوهاً إلى أن علاجه صعب ومكلف على الصعيد المادي، وأن دواءه غير متوفر بكثرة في سوريا.
من جهتها؛ بدأت معظم المستشفيات الحكومية “العامة” بالامتناع عن استقبال مرضى “كورونا” مؤخراً، الأمر الذي أجبر العديد من الأهالي لبيع قسم من ممتلكاتهم لتغطية تكلفة العلاج في أروقة المستشفيات الخاصة، والتي تتجاوز كلفتها حاجز الثلاثة ملايين ليرة سورية في معظم الحالات.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة التابعة للنظام أعلنت في آخر تحديث لها عن تسجيل 265 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 43931 إصابة، ووفاة 8 حالات ليبلغ عدد الوفيات المعلن عنها 2584 حالة.