توقع “مركز جسور للدراسات” في تقرير له، اليوم الأربعاء، موجة مواجهات جديدة بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية في سوريا.
وبحسب التقرير، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت بالصواريخ أواخر الشهر الماضي، مواقع تابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا نهاراً، بينما كانت الغارات الإسرائيلية تجري عادةً في الليل.
وأشار التقرير إلى أن القصف الإسرائيلي طال مستودعات للفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام وميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في محيط العاصمة دمشق، وسبقه بخمسة أيام غارات إسرائيلية على محافظة القنيطرة.
وأوضح التقرير أن الاستهداف الإسرائيلي جاء بعد اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نيفتالي بينيت”، مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، في 22 من الشهر الماضي، لافتاً إلى أن بعض التقارير تحدثت عن تفاهمات روسية – إسرائيلية لاستمرار الهجمات على مواقع الميليشيات الإيرانية المقلقة لتل أبيب في سوريا.
ورجح التقرير أن تشهد سوريا موجة جديدة من القصف الإسرائيلي على مواقع حساسة تشرف عليها بشكل مباشر ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” أو ميليشيا “حزب الله اللبناني”، أو أهدافاً تابعة لنظام الأسد، مع الابتعاد عن الميليشيات الموالية لروسيا.
واعتبر التقرير أن إيران لن تقلق من هذا الحد غير المباشر على نفوذها ومصالحها في سوريا، ومن الممكن أن ترسل بعض رسائل الرد مثل الهجوم بالطائرات المسيرة على قاعدة التنف الأمريكية.
وتوقع التقرير أن تكرر إيران استخدام الطيران المسير للرد على أي هجمات تتعرض لها في سوريا، مضيفاً أنه من غير المستبعد أن توسع طهران عملياتها لتشمل الأراضي الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع سوريا.
وتابع المركز في تقريره: “يبدو أن موسكو ستكون المستفيد الأبرز في التوترات الإسرائيلي – الإيرانية، إذ أنها تستثمر الغارات الإسرائيلية للمزيد من الضغط على النفوذ الإيراني في سوريا، كما أنها تستمر بتقديم نفسها كوسيط وضامن لخفض حدة التوتر، ما يزيد أهمية دورها بالنسبة للطرفين، ويجعلهما يقدمان مكاسب سياسية للجانب الروسي”.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ، الليلة الماضية، غارتين جويتين على مواقع عسكرية لقوات النظام في ريف دمشق الغربي، ما تسبب بوقوع أضرار بشرية ومادية كبيرة، حسب مراسل “حلب اليوم”.
وقال مراسلنا إن الغارات الجوية استهدفت مستودعين للأسلحة داخل مقرات الفرقة السابعة المحاذية لمدينة زاكية بريف دمشق الغربي، عند الساعة الواحدة ليلاً، حيث نفذت ضربتين جويتين تسببتا بتدمير مستودعات ذخائر صاروخية ومعدات لوجستية خاصة بالدفاع الجوي والتجسس، تم نقلها إلى مقرات الفرقة منتصف الشهر الماضي.
يشار إلى أن القصف تسبب بمقتل عنصرين وإصابة أربعة آخرين من قوات النظام دون معرفة رتبهم العسكرية، حيث فرضت الأجهزة الأمنية طوقاً أمنياً في محيط الفرقة بعد الضربتين، اللتين استمرت آثار انفجاراتهما قرابة الساعتين، وعجزت خلال ذلك سيارات الإسعاف والإطفاء من تنفيذ عملها بسبب تطاير الشظايا الصاروخية، وفقاً لمراسلنا.