شهدت أسواق مدينة حمص ارتفاعاً كبيراً بأسعار الزيتون الذي بدأ المزارعون بقطافه منذ منتصف شهر تشرين الأول الحالي، والذي تسبب بدوره بارتفاع أسعار زيت الزيتون لأعلى معدّلاته طيلة أعوام الثورة السورية.
وقال مراسل “حلب اليوم” في حمص، إن أسعار الزيتون تفاوتت بحسب كل نوع على حدى، حيث سجل زيتون الجلط أعلى سعر بقيمة 4000 ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما بلغ سعر زيتون أبو شوكة 3500، والزيتون البلدي “المدعبل” 2500 ليرة.
“محمد.ك” مزارع من ريف حمص الغربي قال إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الزيتون هذا العام يتمثل بالدرجة الأولى بضعف الإنتاج المحلي للأشجار، وهذا عُرف يعلمه الجميع، حيث اعتدنا على أن يكون إنتاج الزيتون “عامٌ وفير.. وعامٌ فقير” وهذا ما نشهده خلال العام الحالي.
وأردف محمد: “إن التكاليف الباهظة للعناية بالأشجار أثناء مرحلة نمو الزيتون من جهة، واليد العاملة بقطاف المحصول من جهة تزيد من سعر البيع للأهالي، أو للأسواق على حدّ سواء، ناهيك عن تكلفة عصر الزيتون داخل المعاصر، والتي باتت تشكل همّاً جديداً يلقى على عاتق المزارعين.
وأجرى مراسل حلب اليوم جولة ميدانية على معاصر زيت الزيتون رصد خلالها سعر عصر الكيلو الذي تم تحديده من قبل حكومة النظام بـ 150 ليرة في حال أراد المزارع الاحتفاظ بمخلفات العصر “التمز”، و125 ليرة في حال قرر الاستغناء عنه لصاحب المعصرة.
وبلغ سعر صفيحة “تنكة” زيت الزيتون في بداية الموسم الحالي 200 ألف ليرة سورية، ما يعادل راتب موظف حكومي لمدّة شهرين، الأمر الذي وجدته شريحة واسعة من المدنيين القاطنين ضمن مناطق سيطرة النظام بعيداً عن قدراتهم الشرائية، نظراً لتدهور الوضع المعيشي المتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي لمناطق سيطرة النظام.
تجدر الإشارة إلى أن الزيت النباتي تخطّى سعر الليتر الواحد منه عتبة الـ 9000 ليرة سورية، لا سيما بعد ما تمّ إغلاق شركة فرزات للزيوت إحدى أكبر شركات تصنيع الزيت في حمص، وملاحقة مالكها محمود فرزات من قبل الأجهزة الأمنية بتهمة التعامل بغير الليرة السورية مطلع الشهر الفائت، بالإضافة للتهرب الضريبي.