انتقد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، انصباب جهود المجتمع الدولي على الملف الإنساني في سوريا، وإغفال الاهتمام بـ”الحل السياسي”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول في مدينة إسطنبول التركية مع المسلط الذي تولى رئاسة الائتلاف في يوليو/ تموز الماضي.
وتطرق المسلط لجهود المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون الذي التقى مع المعارضة في إسطنبول الثلاثاء الماضي، بعد لقاء مماثل مع نظام الأسد قبل أيام بدمشق.
وقال المسلط إن بيدرسون “لم يعلن حتى اللحظة عن موعد جديد لجولة اللجنة الدستورية وسنرى ما لديه”.
وأضاف: “لكن أعتقد أن ما جاء به هو عبارة عن مماطلة من النظام، وهو ما اعتدناه منذ بداية جنيف، ولكن نريد أن نتحدث له (بيدرسون) بصراحة أنه لا بد أن يتحرك هذا الملف”.
اللجنة الدستورية
وفيما يخص أعمال اللجنة الدستورية التي أتمت 5 جولات دون تقدم قال المسلط، إنها “أكملت هذا الشهر عامين دون أن يتحرك شيء ودون أن يتم البدء بكتابة الدستور الذي يمكن أن يصاغ بيد السوريين خلال أسبوع”.
وتساءل المسلط “هل يستحق أن نماطل فيه (الدستور) لعامين”، لافتا إلى أن هذه المماطلة “من النظام الذي لا يريد أن ينجز شيئا”.
واستطرد قائلا: “لكن يجب التحرك من قبل الهيئة الدولية ومن الموفد بيدرسون بشكل جدي أكثر”.
واعتبر المسلط، أن المجتمع الدولي “صب جهده على الملفات الإنسانية دون انتباه للحل السياسي الذي يحتاجه الشعب السوري”.
وقال: “ما نحاول ونسعى لإفهام المجتمع الدولي به هو أن روسيا ألهتهم بالأمور الجانبية، لكن الهم السياسي هو الأساس وأن يقفوا إلى جانب الشعب الذي عانى ويعاني”.
وفشلت خمس جولات من أعمال اللجنة الدستورية بمدينة جنيف السويسرية في تحقيق أي تقدم، بسبب مواقف النظام الرافض للدخول بأعمال صياغة مسودة الدستور.
وعقدت الجولة الخامسة في يناير/كانون الثاني الماضي، ولم تحقق نتيجة مذكورة.
الأوضاع الأمنية بإدلب
وردا على سؤال عن الأوضاع الأمنية في إدلب، قال المسلط: “هناك اتفاقية بين تركيا وروسيا ونرى منذ شهور خروقات تقوم بها موسكو والنظام تستهدف المدنيين”.
وأضاف: “هناك تواصل وجرت محادثات نعلم بها بين الأتراك والروس لضبط هذه الأمور، ولكن روسيا لا تحترم أي ميثاق”.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران، التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ولفت المسلط، إلى “هناك نشاط وجهد كبير في توفير الأمن بإدلب، وهو موضوع حساس وكل يوم هناك بعض الخروقات ولكن هناك جاهزية وسيطرة عليها من فصائل الجيش الوطني”.
وعن تأثير زيارة رأس النظام بشار الأسد الأخيرة لروسيا على الأوضاع الميدانية قال المسلط: “ما نواجه من محنة هو بسبب روسيا وإيران والنظام”.
وأضاف: “لا نعرف مضمون الزيارة ولكن ربما شيء ما في الأفق، لأن هناك لقاءات بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف لا نستطيع توقع أي شيء لنرى بعض الأمور”.
عودة اللاجئين
المسلط تطرق لوضع اللاجئين السوريين وخاصة في تركيا قائلا: “الكلام الذي سمعناه من الإخوة الأتراك منذ بداية الثورة وموقفهم المشرف مع السوريين لم يتغير وكرروه مؤخرا لنا”.
وأضاف: “على مدى سنوات لم يتغير موقفهم، تركيا موقفها طيب مع السوريين لكن علينا أيضا مسؤولية كسوريين وهو احترام قوانين البلد الذي نقيم به، في أي بلد كان”.
ونبه المسلط إلى أن “هناك من يلعب على هذا الأمر (مزاعم ترحيل السوريين) وهذه الورقة هي لأمور خاصة ولكن على المستوى الرسمي لا يوجد أي تغير على السوريين”، مشيرا إلى أن “موضوع العودة الطوعية جميعنا معه وجميع السوريين يريدون العودة ولكن في حالة وجود البيئة الآمنة”.
وزاد: “لا يمكن لأحد أن يذهب لمقتله أو لاعتقاله، لن تكون هذه الدول مستقرا أبديا للسوريين بل وجود مؤقت، ولكن لحسابات معينة هناك بعض الأطراف التي لا علاقة لها بأي أطراف رسمية سواء بتركيا أو غيرها تلعب على هذا الوتر”.
وختم المسلط بالقول: “لا يوجد أي قرار رسمي لكن حقيقة يعنينا أن لا نخالف القوانين، هناك نظام الإقامة نحترمه دون مخالفات، من يلتزم بهذه الأمور لن يسيء أحد له ولوجوده في هذه المنطقة”.
وأعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا أخيرا في تقرير لها، أن الوضع “غير مناسب” من أجل عودة “آمنة وكريمة” للاجئين، مشيرةً إلى تصاعد وتيرة العنف شمالي البلاد وجنوبها.