صورة أرشيفية
نشر مركز “ويلسون سينتر” الأمريكي للأبحاث تقريراً، حول مباردة ملك الأردن، “عبد الله الثاني”، الذي قدمها للرئيس الأمريكي “جو بايدن” حول الوضع في سوريا.
وجاء في نص التقرير أن الإدارة الأمريكية توجه أزمة مصداقية عامة فيما يتعلق بالتزامها تجاه الشرق الأوسط الأوسع، بعد الانسحاب من أفغانستان.
وأوضح التقرير أن الوضع العسكري الأمريكي في سوريا مثير للقلق، حيث حذر الخبراء الإقليميون “نيل كويليام”، و”فريد هوف” من الانسحاب، مشيراً إلى أنه في ظل الاحتجاج الدولي بشأن إجراء الانسحاب الأمريكي، والحاجة الجديدة لإظهار العزم الراسخ ضد من وصفهم بـ “الإرهابيين”، وخاصة “تنظيم الدولة” فمن غير المرجح أن تنسحب واشنطن من سوريا.
واعتبر التقرير أن زيادة التقارب مع إيران التي تتصرف على الأرض في المنطقة بنفس القوة التي تتصرف بها في الملف النووي، تشير إلى الحاجة إلى دور أكثر فاعلية للولايات المتحدة في سوريا، لافتاً إلى وجود وعي متزايد بأن واشنطن يجب أن تفعل المزيد لإظهار العزم.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة سلبية بشكل غريب بشأن الوضع في سوريا، على عكس الجهود الكبيرة التي قادتها الإدارتان الأخيرتان، معتبراً أن هذه السلبية المربكة لشركائها تعزز الشكوك في أن القوات الأمريكية في سوريا قد تكون القوة التالية المنسحبة.
وأوضح التقرير أن “عبد الله الثاني” قدم فرصة خلال زيارته الأولى لواشنطن منذ تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة الحكم، حيث اقترح جهداً دولياً جديداً، وحشد مجموعة من الدول المعنية لتقديم تسوية من خلال روسيا، الأمر الذي أشاد به مسؤولون أمريكيون.
وبين التقرير أن مبادرة ملك الأردن يمكن أن تساعد في استقرار الوضع في سوريا إذا تم اتباعها بذكاء دون دور أمريكي مركزي بشكل مفرط، ولكنها ستتطلب دعماً واضحاً من البيت الأبيض.
وأكد المركز أن “عبد الله الثاني” ذهب إلى موسكو لدفع الفكرة مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، منوهاً إلى أنه لا يمكن أن يقود صفقة مع موسكو بمفرده، وبالتالي يسعى للعمل من خلال مجموعة من الدول التي يؤدي ضغطها على رئيس النظام “بشار الأسد” إلى منع أي عودة إلى الحياة الطبيعية التي يراها هو و”بوتين” انتصاراً.
ولفت التقرير إلى أن تلك الدول لها تأثير كبير في التسوية المقترحة لأن 30% من الأراضي السورية يسيطر عليها الجيشان الأمريكي والتركي، وبالمقابل ترفض الدول العربية الاعتراف بـ “بشار الأسد” في جامعة الدول العربية، وبالتالي لا يمكن حمل كل هذه الظروف المضادة لـ “بشار” حتى يتعاون مع عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
وختم المركز تقريره أن هذه القضايا تشمل نزع السلاح الاستراتيجي الإيراني، وتغيير سياسات “بشار الأسد” تجاه الشعب السوري بما يكفي لتشجيع عودة 12 مليون لاجئ ونازح داخلياً، والتعبئة ضد “تنظيم الدولة”، إضافة إلى إنهاء برنامج النظام للأسلحة الكيماوية.