تتوارد صور التعزيزات العسكرية لقوات النظام المتجهة إلى درعا البلد بعد تعثر ما يسمى “خارطة الحل الروسية” التي طرحها الجنرال الروسي أندريه ورفضتها اللجنة المركزية.
النظام يصعد إعلامياً
مؤسسة نبأ المحلية قالت أفادت بأن الصور التي بثها إعلام النظام للتعزيزات والتي ظهرت فيها صواريخ من نوع جولان تم تصويرها في منطقة واحدة ضمن مدينة درعا وظهر في الصور عناصر من الفرقة الرابعة كانوا قد وصلو إلى المحافظة قبل شهر مع التعزيزات السابقة مضيفة أن العرض العسكري الجديد تم تصويره بحضور وسائل إعلام روسية.
تزامن ذلك مع ترويج النظام لوجود خسائر في صفوفه مدعياً أن أهالي درعا خرقوا وقف إطلاق النار، الأمر الذي نفاه الناطق الرسمي باسم لجنة التفاوض في مدينة درعا عدنان مسالمة.
وقال المسالمة إن النظام وميليشياته يخرقون التهدئة بشكل مستمر من خلال قصف أحياء مدينة درعا المحاصرة مضيفا أن الأخبار التي يبثها النظام هدفها تبرير هذه الخروقات والتحريض ضد أهالي درعا.
وحول احتمال شن النظام عملية عسكرية ضد أحياء درعا البلد قال عدنان المسالمة لحلب اليوم إن الحصار المستمر منذ 60 يوما وتوزع ثلاث فرق عسكرية للنظام وإغلاق جميع المداخل والمخارج هي تحركات تنم عن نية باستعمال القوة في حال عدم التوصل إلى حل توافقي.
الموقف الروسي
بعد رفض أبناء درعا لخارطة الحل التي قدمها الجنرال الروسي أندريه لم يصدر أي تصريح رسمي يعبر عن موقف روسيا، فيما أكد عدنان المسالمة لحلب اليوم أن روسيا مستمرة في فرض الحل السلمي.
الناشط الإعلامي علي محاميد قال لحلب اليوم إن الموقف الروسي متذبذب وهدفه الوحيد خلق موازنة في المنطقة ولا يمكن تحقيق هذه الموازنة بدون إعطاء مكاسب ترضي النظام وهو ما لم يتحقق بعد في ظل تمسك أهالي درعا بسلاحهم.
وأضاف المحاميد أن أهالي درعا يبحثون عن طريقة ما للحفاظ على سلاحهم دون اللجوء للحرب من خلال شرعنة السلاح بانضمام بعض عناصر مدينة درعا إلى اللواء الثامن المدعوم روسيا وهو إلى الآن مجرد طرح لم يتحقق ما يجعل الخيارات الأقرب هي استمرار المواجهة مع النظام.
الموقف الشعبي
أكد أبو علي محاميد أحد وجهاء درعا البلد لحلب اليوم أنهم لن يسلموا السلاح في ظل حصار الفرق العسكرية لهم ووجود ميليشيات عراقية ولبنانية وإيرانية حول منطقتهم هدفها اجتياح المنطقة واستباحة الممتلكات مضيفا أن المفاوضات تعثرت بسبب تعنت النظام وليس بسبب أهالي درعا المحاصرين
وأكد أبو علي لحلب اليوم أن روسيا ليست وسيطا ضامناً حيث أنها تدعم موقف النظام بالتعنت وإطباق الحصار وكان المحاميد ظهر سابقا في مقطع فيديو طالب فيه بالتهجير الجماعي في حال عدم وجود حل سملي.
الوضع الإنساني
في ظل استمرار المفاوضات بين أخذ ورد دخلت أحياء مدينة درعا يومها الستين من الحصار الذي فرضه النظام. وقال الصحفي عمر الحوراني لموقع حلب اليوم إن أحياء مدينة درعا تعاني من تدهور كبير في الوضع الإنساني والصحي حيث أغلقت النقطة الطبية الوحيدة بسبب القصف المستمر وبسبب قربها من خط المواجهة ما أدى إلى كارثة صحية بسبب الخطر الكبير على أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
ولفت عمر الحوراني إلى أن موجة واسعة من الإصابات بفيروس كورونا تشهدها المنطقة المحاصرة في درعا.
وأضاف الحوراني أن النظام قطع مياه الشرب عن الأحياء المحاصرة، كما قطع مخصصات درعا البلد من مادة الطحين الأمر.
وحول عدم مغادرة بعض العائلات للمنطقة المحاصرة مع ازدياد الوضع الامني سوءاً أكد الحوراني أن الأهالي يخشون من الاعتقال وسوء معاملة قوات النظام لهم، حيث أن العائلات التي غادرت سابقاً تم وضعها في مراكز إيواء في درعا المحطة تشرف عليها قوات النظام، ويفتقدون لأبسط اساسيات الحياة بلاضافة للخطر الكبير مع انتشار فايروس كورونا بين عدد كبير منهم.
الموقف الدولي
يولي المجتمع الدولي اهتماما كبيرا للوضع الأمني في محافظة درعا بسبب وضعها الجغرافي وبسبب أعداد اللاجئين المتزايدة والعبئ الكبير التي تتحمله الدول المجاورة.
ونددت الخارجية الفرنسية بالتصعيد الاخير في درعا وقالت الخارجية البريطانية يجيب الالتزام بوقف إطلاق النار والسعي لحل سياسي وتنفيذ القرار 2245 ، فيما عبر المبعوث الأممي الى سوريا غير بيدروسون عن قلقه العميق إزاء الوضع الحاصل وطالب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة وطالب جميع الأطراف بالامتثال للحلول السلمية والانخراط بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وقال المستشار حسن الحريري عضو اللجنة الدستورية ورئيس المجلس السوري للتغيير لحلب اليوم إن روسيا لم تفِ بتعهداتها أو فشلت بالوعود التي قطعتها للمجتمع الدولي وهي إبعاد الإيرانيين 80 كيلو متر عن الحدود الاردنية.
وحول اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين والملك الأردني عبدالله الثاني قال الحريري هي لقاءات لا بد منها ونتيجة طبيعية لتبديد السعي الإيراني للسيطرة على الحدود الجنوبية.
وأضاف الحريري ان الأمور تتجه إلى تحويل الملف لمجلس الأمن من أجل البحث عن حل للوضع الإنساني هناك واستبعد الحريري ان يكون هناك حل عسكري واقتحام للمنطقة بسبب جغرافية هذه المنطقة وبسبب الاتفاق الذي حصل صيف عام 2018 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الامريكي دونالد ترامب.
من جهته قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط: التقينا مع ممثلين عن اللجنة المركزية وعن القوى الثورية في درعا، وضعناهم في صورة مباحثاتنا مع الخارجية الأمريكية والجهات التركية وتفاصيل الحملة الدبلوماسية للائتلاف من أجل وقف التصعيد العسكري على درعا البلد وفك الحصار عن أهلها، ووقف الأجندات الإيرانية في الجنوب السوري.
تقرير: نادر الحريري
