قال مراسل حلب اليوم في حمص إن مخابرات النظام اعتقلت العشرات من أصحاب التسويات التي تمّ إبرامها مع نظام الأسد في ريف حمص الشمالي برعاية روسية منتصف عام 2018، على الرغم من أن مكتب الأمن القومي كان قد وزيع ورقة (كفّ بحث) على أبناء الريف بتاريخ الخامس من أيار الماضي.
وأضاف مراسلنا أن وفداً من وجهاء وأعيان مدن وبلدات ريف حمص الشمالي توجه إلى مقر مكتب المصالحات الكائن في مبنى شعبة الحزب في محافظة حمص، حيث جرى لقاء مع اللواء طلال شلاش الناصر المكلف بإدارة مكتب المصالحات واللجنة الأمنية للتسويات من قبل فرع الأمن الوطني في دمشق الذي يترأسه اللواء علي مملوك.
ونقل مراسلنا عن مصادر مطلعة أن وفد الوجهاء حذّر اللواء طلال الناصر من عواقب استمرار حملة الاعتقالات بحق أبناء الريف ممن خضعوا لتسويات معترف بها من قبل كافة أفرع الأمن التابعة للنظام، وطالبوا بضرورة إطلاق سراحهم على الفور.
وأكدت المصادر أن اللواء طلال الناصر يحاول تهدئة الموقف مع أبناء الريف من خلال تقديم الوعود بالتواصل مع إدارة فرع الأمن الوطني في دمشق، ومتابعة ملفات المعتقلين بعد أن صدر بحقهم تعميم من قبل الأمن الوطني حمل الرقم 5/8/3619/ بتاريخ 26 نيسان الفائت.
في سياق متصل أفاد عدد من ذوي المعتقلين حديثاً بأن مخابرات النظام تعمل على اعتقال أبناء مدن الريف الشمالي عند خروجهم للعمل خارج قراهم بدعوى وجود ملاحقات أمنية بحقهم، مشيرين إلى أن هذه التصرفات القمعية من قبل المخابرات تثبت بطريقة لا مجال للشك فيها أن التعايش مع هذا النظام بات أمراً مستحيلاً.
وأشار مراسلنا إلى أن معظم الأشخاص المعتقلون مؤخراً أوقفوا على أساس وجود ملاحقات أمنية بحقهم يعود تاريخها إلى أعوام الثورة السورية، أي قبل أن يتم إبرام اتفاقية التسوية مع أبناء المنطقة برعاية روسيا.