ويعتبر هذا الجسر من أهم المعالم الأثرية في مدينة دير الزور، ويعود تاريخ بنائه إلى حقبة الاحتلال الفرنسي حيث بدء بناؤه عام 1925، واستخدم في بنائه الأسلوب الغربي في بناء الجسور المعلقة.
ويمتاز جسر دير الزور المعلق بركائزه الحجرية الأربعة الباسقة، تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36 متراً، أما طول الجسر فيبلغ 450 متراً وعرضه 4 أمتار، وقد كلف إنشاء هذا الجسر مليون وثلث المليون ليرة سورية في ذلك الحين.
وفي عام 1947 تم تزويد الجسر بالكهرباء، وفي 1955 صبغ باللون الأصفر وأنير بأنوار ملونه، تنعكس ليلاً على صفحة مياه النهر.
وكانت السيارات والدراجات النارية تمر عليه حتى العام 1980، حيث منعت من المرور بعد بناء “جسر السياسية” شرقه والذي أطلقت عليه هذه التمسية نسبة لفرع الأمن السياسي المقابل للجسر الجديد.
وكان الجسر المعلق في دير الزور مقصداً لأهالي المدينة وزوارها، وحتى قبيل بدء العمليات العسكرية في دير الزور نهاية العام 2011 كان طريقا للمارة بين ضفتي النهر الشامية جنوباً والجزيرة شمالاً، وملتقى الأصدقاء وممراً لسير الأحبة، ومتنفساً للعائلات الديرية في أيام القيظ.
ولا يزال جسر دير الزور المعلق حاضراً في ذاكرة السوريين، فلا يكاد يخلو منزل في دير الزور من صور أفراده إما أثناء قفزهم منه باتجاه النهر للسباحة، وإما في جلسة عائلية، ، بل إنه من عادة أهل دير الزور حين زف عروس إلى زوجها أن يأخذوها لتسير فوق الجسر أو تمر بالقرب منه أثناء الزفة.