قالَ مٌراسِلُ حلب اليوم في حمص إن مُديريةَ الأوقاف في مُحافظة حِمص أوقفت عَدداً من خُطباء، وأئمّة المساجد في المدينة عن الخِطابةِ بعد رَفضِهم الدُعاء في نِهاية الخُطب لرئيس النظام ’’بشار الأسد‘‘ وتَمّ توجِيهُ بَرقياتِ إلى القائِمينَ على خِدمَة المَساجِد التي يَشغَلها الخُطباء المَفصولينَ عن العَمل لتنفيذِ الأمَرُ اعتباراً من تاريخه.
وبحسبِ مُراسِلنا فقد وجّه مُدير أوقاف محافظة حمص “عصام المصري” كتب رسميةٍ لخُطباءِ مَسجد (الفرقان) في حي الحمرا، ومسجد (الخيرات) في حي الغوطة داخل المدينة، بالإضافةِ لثلاثةِ مَساجِدَ في ريف حمص الشمالي أبلغهم فيها بعزلهم من الخطابة اعتباراً من تاريخ مَساء أمس الجمعة السادس عشر من شهر أبريل/ نيسان الجاري..
مَصادرُ محلية في حمص أفادت لمراسل حلب اليوم أن قَرارَ الفَصلِ جاء بعد رَفضِ الخُطباء الدعاء لـ ’’بشار الأسد‘‘ في نهايةِ خطبة يوم الجُمعة على الرَغمِ من التوجيهاتِ الأمنيةِ المُتكررة بضرورة ذكر ’’الأسد‘‘ بالاسم أثناء الدعاء الأخير، وعَدمِ الاكتفاء بالتلميح فقط.
إلغاء شعائر صلاة الجمعة في مسجدين شمال حمص:
في سياق متّصل أفاد مراسل حلب اليوم أن شعائر صلاة الجمعة لم تقام في مَسجدينِ في ريف حمص الشمالي أمس الجمعة بعد إيقاف إمام وخطيب مسجد البراء بن مالك، وإمام مسجد عثمان بن عفان عن الخطابة (لذات السبب) ما دفَعَ المُصلينَ للعودة إلى منازلهم دونَ إقامةِ شعائِرِ صلاة الجمعة في حادثة فريدة تحصل للمرة الأولى في المنطقة.
الخوف من الاعتقال يدفع الخطباء للدعاء للأسد:
بدورِهِ قال الشيخ عبد الحي. ق لحلب اليوم إنَهُ على الرغمِ من تصريحاتِ الأسد في أحد لقاءاته مع وزارة الأوقاف في العام الماضي، والتي أدعى فيها عَدم قَبوله بالدعاء له على المنابر، إلا أن أفرُعَ المُخابراتِ، وعناصرُ الأمن التي تطلع على الخطب المعدّة مسبقاً ما تزال تُصِرُ على بَندِ الدُعاءِ للأسد عقب كل صلاة جمعة.
وأضاف عبد الحي بأنَ الكثير من العلماء، والخطباء القائمين على عملهم يضّطرون للدعاء للأسد رُغم عَدم قناعتهم بما يفعلون، لكن الخوف الذي يتملكهم من الملاحقة الأمنية، والتخوف من الاعتقال يحملهم على الدعاء مرغمين.
يشار إلى أن مُديريةُ الأوقاف في محافظة حمص قامت بعزلِ العشرات من الخطياء في المناطق التي ثارت على نظامِ الأسد أثناء الثورة السورية، واستبدلتهم بآخرين أقل منهم من حيث الكفاءة، والتحصيل العلمي، وذلك بعدما فرضت قوات الأسد سيطرتها على كامل المدينة والريف بموجب التسويات مع فصائل المعارضة، والتي كان أخر معاقلها في ريف حمص الشمالي الذي أبرم اتفاقية بموجب ضمانة روسية منتصف عام 2018.