أفاد مراسل حلب اليوم في حمص بتوقف ضخ المياه في قناة الري الممتدة بين مدينتي حمص وحماة صباح اليوم الأربعاء السابع من شهر ابريل/نيسان الجاري، والمسؤولة عن تغذية نحو 21 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
توقف ضخ المياه فاجأ المزارعين، لا سيما أن عودة القناة للعمل لم يمر عليها سوى أربعة أيام، حيث تمت عملية الافتتاح بحضور رئيس مجلس الوزراء في حكومة النظام المهندس “حسين عرنوس” برفقة وزير الموارد المائية حين رعد، وكذلك وزير الزراعة محمد حسان قنا.
تأثر الزراعة سلباً بعد انقطاع مياه الري:
وتحدث عدد من المزارعين في ريف حمص الشمالي لحلب اليوم عن تراجع الإنتاج الزراعي، وتضرر المحاصيل الزراعية نظرا لتأثرها بقطع المياه عن المنطقة منذ مطلع العام 2011، الأمر الذي حال دون قدرتهم على زرع المحاصيل التي تعتمد على الري كما هو واقع الحال بالنسبة للقطن والشمندر السكري.
أبو علاء المحمد مزارع من قرية الغنطو شمال حمص شرح في حديثه لحلب اليوم الصعوبات، والعوائق التي تعترضهم كـ ’’مزارعين‘‘ وخصّ منها استخراج المياه الجوفية، والسطحية من الآبار في ظل ارتفاع اسعار المحروقات التي يحتاجها المزارع للمحركات في عملية السقاية.
عزوف الفلاحين عن زراعة المواسم التي تعتمد على السقاية:
وأضاف “أبو علاء” أن القرى الريفية كانت تعتمد فيما مضى على زراعة الموسمين الصيفي، والشتوي على مدار العام، الأمر الذي كان يوفر اكتفاء ذاتية للفلاحين، لكن ومع استمرار قطع المياه، وندرة الأمطار في الأعوام الأخيرة انقسم أصحاب الأراضي إلى قسمين، منهم من عزف عن مزاولة المهنة، ومنهم من اعتمد على المواسم (البعلية) التي لا تحتاج إلى سقاية، وهنا بدأت تظهر الفجوة بين العرض، والطلب في السوق المحلية وأدت بدورها لارتفاع الأسعار لا سيما الخضراوات والحمضيات التي باتت تستدرج من محافظات الساحل السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن ريف حمص الشمالي الذي يمتاز بتربته الخصبة، كان يعتبر بمثابة السلة الغذائية لمدينة حمص سابقاً، أصبحت المحاصيل الزراعية فيه تقتصر على القمح والشعير بشكل رئيسي لعدم توفر مياه الري، ومن يحالفه الحظ من أبنائه ينجح بزراعة بعض الخضراوات كي لا يضطر لشرائها بأسعار باهظة من السوق.