صورة أرشيفية
أتمت الثورة السورية عامها العاشر، ودخلت العام الحادي عشر، ولا يزال السوريون يحلمون بالتغيير على الرغم من الثمن الكبير الذي لا يزالون يدفعونه، على كافة الأصعدة.
مراسل “حلب اليوم” في دمشق أجرى استطلاعاً في دمشق وريفها، للسؤال عن نظرة السوريين للثورة بعد إتمامها عقداً كاملاً، وتعرضهم لظروف معيشية وأمنية قاهرة، بسبب الاجراءات القمعية لقوات النظام.
الأستاذ “أبي الدمشقي” من مهجري حي جوبر أكدّ أنّ الثورة بمبادئها لا تزال في قلب الثائرين، إلّا أنّ الظروف المعيشية التي يمرون بها، والواقع الأمني الذي تفرضه أجهزة النظام الأمنية، بالإضافة لواقع المنطقة بعد تهجير ثوارها حدّ بشكل كبير من دورهم في المساهمة فيها، إذا اقتصر دورهم على بعض الأعمال الإنسانية والإعلامية البسيطة والسرية.
في حين رأت “سماح الأحمد” (اسم وهمي) التي تعرضت للاعتقال في وقت سابق أنّ الثورة مستمرة طالما هناك نظام يغيب عشرات الآلاف من السوريين في سجونه، ولا يزال يعتقلهم دون إجراء أية محاكمات أو توجيه تهم واضحة لهم، مؤكدةً أنّ الظروف لو تغيرت لعاد جميع الثوار لوضعهم الطبيعي بعد اضطرارهم لإخفائه بسبب سيطرة النظام على المنطقة، بحسب قولها.
واعتبرت شريحة لا بأس بها من السوريين أنّه يجب إعادة حسابات الثورة بحيث يتم إخراج قياداتها المتورطة في التعامل مع النظام وانتهاك حقوق السوريين بحجّة الثورية، الأمر الذي دفع كثير من السوريين للابتعاد عن مسارهم وتفضيل العمل بشكل منفرد بعيداً عن أي تنظيم.
ويرى أبناء المناطق الثائرة أنّ انتهاكات النظام وقبضته الأمنية لم تثنهم عن مطالباتهم بالتغيير، إلّا أنّ الظروف الأخيرة والصمت الدولي على انتهاكات النظام أجبرهم على أن يكونوا جمراً تحت الرماد لفترة قد تطول أو تقصر، إلى حين تغيير الظروف الأمنية في مناطقهم، وفقاً لتعبيرهم.