غادرت مجموعة جديدة من المقاتلين السوريين الذين تجندهم روسيا لصالحها من أجل القتال إلى جانب قوات خليفة حفتر الليبية من مدينة حمص إلى محافظة اللاذقية مساء أمس الأربعاء الرابع والعشرين من فبراير/شباط الجاري في خطوة قبل الأخيرة للانطلاق إلى الأراضي الليبية.
الدفعة السابعة السوريين تنطلق من حمص إلى ليبيا:
مراسل حلب اليوم في حمص قال إن الدفعة الأخيرة التي انطلقت مساء أمس هي السابعة من نوعها منذ الإعلان عن بدء حملة التجنيد التي أطلقتها روسيا عبر عملائها في محافظة حمص، وضمت ما يقارب 140 شخصاً من ضمنهم مقاتلين سابقين في صفوف المعارضة ممن خضعوا لتسويات سياسية مع نظام الأسد منتصف العام 2018 الماضي.
وأشار مراسلنا إلى أنه من المقرر أن يخيّم العناصر في معسكر الطلائع في محافظة اللاذقية لإجراء فحوصات من قبل كادر طبيّ روسي، قبل أن يتمّ الموافقة على إرسالهم للقتال في ليبيا عبر طائرات شحن (اليوشن) من مطار حميميم.
وعلى الرغم من إعلان التهدئة في ليبيا بين الأطراف المتصارعة إلا أن مندوبي القوات الروسية في حمص ما يزالون يستقطبون أسماء الراغبين بالخروج للقتال لقاء رواتب شهرية تصل إلى 1200 دولار أمريكي للشخص الواحد، وتبلغ مُدة العقد الموقع بين الطرفين خمسة أشهر.
الأمن القومي يُصّدر تسويات للعناصر المجندين:
وفي سياق متّصل أصدرت المجموعة الأمنية الروسية في مطار حميميم مؤخراً قراراً جديداً يقضي بموجبه بضرورة حصول الراغبين بالقتال في صفوفها على الأراضي الليبية على موافقات أمنية من شعبة المخابرات السورية في دمشق (الأمن الوطني) وتأتي هذه الخطوة بعد أن قام العشرات من المجندين في صفوف قوات الأسد بالانشقاق عنه من أجل التسجيل معهم، ونوهت المجموعة الأمنية لمندوبيها بضرورة إحضار الهوية المدنية للراغبين بالتسجيل.
وحصلت قناة حلب اليوم على صورة لوثيقة التسوية التي يتمّ إصدارها من قبل فرع الأمن الوطني في دمشق لمن تم قبولهم للقتال في ليبيا، وتوضّح الوثيقة إلغاء كافة الطلبيات بحق الشخص المطلوب بعد ما تم تسوية وضعه لدى أمن النظام، وتعهد بعدم ممارسة أي “نشاط إرهابي ضدّ الدولة، أو المواطنين” وفقاً لما ورد في الوثيقة.
دراسات أمنية للعناصر المجندين عقب عودتهم من ليبيا:
إلى ذلك أفاد مصّدر أمني من فرع الأمن العسكري / /261 في حمص لمراسل حلب اليوم فضل عدم الكشف عن اسمه عن إصدار مذكرات دراسات أمنية بحق العائدين من القتال في ليبيا، ومراقبة تحركاتهم ونشاطهم، ما يعني بحسب المصدر الأمني بأن العائدين أصبحوا في دائرة الشكّ لا سيما من كان في صفوف المعارضة المسلحة سابقاً.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات الروسية في مطار حمميم تَشّترط على المقاتلين في صفوفها عدم تسليمهم مستحقاتهم المالية إلا ضمن الأراضي السورية في حال عودتهم، ناهيك عن خصم جزء من الرواتب في حال حصولهم على مخالفات، أو حدوث تجاوزات من قبلهم في ليبيا.