كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها، عن مدى سوء الأوضاع المعيشة والاقتصادية التي يعاني منها السوريون في مناطق سيطرة النظام.
وبحسب التقرير، فإن حلفاء النظام الاستراتيجيين روسيا وإيران، لم يعدا قادرين على تقديم المساعدات الإنسانية كونهما بالأساس يعانيان من قلة الموارد جراء العقوبات الغربية وتبعات جائحة فيروس كورونا.
وقالت إحدى السيدات – رفضت الكشف عن اسمها – للصحيفة، إنها اضطرت إلى أن تبيع شعرها إلى إحدى صالونات التجميل حتى تعيل عائلتها، مضيفةً “كنت أمام خيارين إما أن أبيع جسدي أو أتخلى عن شعري”.
واستطردت بالقول: “زوجي يعمل نجاراً ولكنه يعاني العديد من الأمراض ويعمل بشكل متقطع، ولدينا ثلاثة أطفال علينا إعالتهم، اشتريت بثمن شعري لترات قليلة من وقود التدفئة ومعاطف شتوية لأولادي، ودجاجة مشوية، لأننا لم نتذوق اللحم منذ ثلاثة أشهر، وقيت أبكي لمدة يومين من القهر والألم والعار”.
من جانبه، قال فنان موسيقي لـ “نيويورك تايمز”، إن أكثر ما يشغل الناس هذه الأيام هو كيفية تأمين الطعام وغاز الطهي ووقود التدفئة، لافتاً إلى أن الأجواء الأمنية والقمعية تجعلهم خائفين وغير قادرين على فتح أفواههم للاعتراض على أوضاعهم المزرية والصعبة.
وأوضحت الصحيفة، أن أب لتسعة أطفال يجني ما يعادل 5 دولارات في اليوم من بيع الخضار، وهو مبلغ لا يسد رمق جوعهم، مبينةً أنه خلال العام الماضي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بسرعة كبيرة لدرجة أنه قام بتنويع منتجاته لتغطية نفقاته، فأصبح صنع دبس الرمان ومخلل الباذنجان، لكنه توقف عن ذلك بعد ما بات الحصول على غاز للطهي أمر شبه مستحيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرجل لم يعد قادراً على تحمل نفقات المدارس رغم قلتها، لذلك امتنع اثنين من أبنائه عن الدراسة، فيما هاجر آخر إلى ألمانيا ليرسل إلى أبيه بضعة دولارات تكفي لسداد إيجار بيتهم المتواضع، مضيفةً أن أحد أبنائه يتفرغ كل يوم لمدة ثلاثة أو خمس ساعات للوقوف في طابور طويل للحصول على بضعة أرغفة من الخبز المدعوم من حكومة النظام.
ويمر الاقتصاد السوري حالياً في أسوأ مراحله منذ عام 2011، فقد هبطت الليرة هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء، ما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات، وفقاً للصحيفة.