أرشيفية
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها عن انتهاكات واسعة من بينها الضرب والاغتصاب تمارس بحق العاملات الفيلبينيات في سوريا وذلك بعد تهريبهم من الإمارات إلى سوريا.
وعرضت الصحيفة قصة عاملة فيلبينة تدعى “جوزفين تاوجينغ”، حيث أجبرت على التوجه إلى مطار دبي في سيارة مغلقة بينما كانت تتوسل للسماح لها بالخروج من السيارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “جوزفين تاوجينغ” قدمت إلى دبي من الفلبين قبل شهر في محاولة منها للعثور على عمل، لكن وكالة التوظيف الخاصة بها قامت بدلاً من ذلك بحبسها في مهجع مظلم وقذر مع العديد من النساء الأخريات، اللائي سرعان ما علمن أنهن سيتم إرسالهن جميعًا إلى سوريا التي مزقتها الحرب لبيعهن.
وتابعت الصحيفة أن عندما كانت تاوجينغ “33 عاماً” متجهة عبر مطار دبي إلى دمشق ، احتجت للمرة الأخيرة وتم صفعها على وجهها.
وقالت “تاوجينغ” في مقابلة مع واشنطن بوست تحدثت فيها عن محنتها عام 2019: “لقد غضبوا مني وقالوا: إن لم تذهبي، فسوف نقتلك”.
وأوضحت الصحيفة أنه “تم تهريب العشرات من الفلبينيات الذين تم تجنيدهم للعمل في الإمارات العربية المتحدة إلى سوريا للعمل كخادمات، وتعرضوا في بعض الأحيان لاعتداءات جسدية وجنسية من قبل أرباب عملهم وحرمانهم من الرواتب التي وُعدوا بها ، وفقًا لمقابلات أجريت مع 17 من هؤلاء النساء عبر فيسبوك ماسنجر”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه غالباً ما يتم سجن الفلبينيات في منازل أصحاب العمل، فيما تمكن بعضهم من الهرب إلى السفارة الفيلبينية في دمشق، وتحدثوا عن وجود 35 امراة تبحث عن مأوى، وغير قادرات على العودة إلى ديارهن.
وقالت العاملة “فلورديليزا أريجولا” التي تعيش في سوريا منذ 2018: “صفعني صاحب العمل وضرب رأسي بالحائط.. لقد هربت لأنه لم يعطيني راتبي لمدة تسعة أشهر، انتظرت حتى نام وتسلقت الجدار وكان لدي بعض المال لاستقلال سيارة أجرة إلى السفارة”.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور 10 أعوام من الحرب في سوريا باتت وجهة أقل رغبة بكثير للعمال المهاجرين، لافتةإلى أن بعض العائلات السورية الغنية مستعدة لدفع آلاف الدولارات للحصول على خادمة، وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على المهاجرات والتجارة بهن”.
وفي تعليقه عن تهريب الفلبينيين إلى سوريا، قال بول ريمون كورتيس ، القنصل العام للفلبين في دبي للصحيفة: “بالطبع نحن قلقون للغاية بشأن محنتهم”.
ودعا السفير العمال المهاجرين لتنسيق عملهم في الخارج مع الوكالات الحكومية الفلبينية وطلب مساعدتهم إذا “تم إغراؤهم بالعمل خارج الإمارات العربية المتحدة”.
ونقلت الصحيفة عن بعض الفلبينيين في مقابلات أنهم وصلوا بتأشيرات سياحية لمدة 30 يومًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويتوقعون أن تكون وجهتهم النهائية. لكن وكالات التوظيف أبقتهم محبوسين حتى انتهاء صلاحية التأشيرات، مما جعل التوظيف في الإمارات العربية المتحدة غير ممكن.
وبينت الصحيفة أنه أثناء احتجاز العاملات الفلبينيات، كان الموظفون يخبرونهن أن سوريا مكان رائع للعيش، وأن الحرب قد انتهت، وأنهن سيحصلن على رواتب عالية وسيحصلن على يوم عطلة واحد في الأسبوع. في حين، قالت النساء إنهن كثيرا ما تعرضن للإيذاء الجسدي والتهديد، خاصة إذا اعترضن على الذهاب إلى سوريا.