أبدت الصحف الألمانية أهتماماً واسعاً بمواقف رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت، وهو الذي قد يصبح المستشار المقبل لألمانيا بعد انتخابه رئيسا للحزب.
وقدمت صحيفة أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية صورة للاشيت مثيرة للاهتمام، إذ اعتبرته “مدافعا عن الأسد” ومن “دعاة الحوار” مع بوتين وفقاً لما نقل موقع “دوتشيه فيليه”.
وقالت “دير شبيغل”: “نادرا ما تمت مناقشة مواقف لاشيت في السياسة الخارجية وتم التركيز بشكل خاص على مواقفه في السياسة الداخلية. إنه لأمر مؤسف، لأن ألمانيا لاعب مهم في السياسة الدولية.. في الماضي، اختلفت مواقفه في السياسة الخارجية اختلافا كبيرا عن مواقف أنغيلا ميركل، فمثلا انحاز لاشيت للديكتاتور بشار الأسد في وقت مبكر من الحرب السورية”.
وتابعت دير شبيغل أنه بصرف النظر عن سوريا، فقد “أشار لاشيت مرارا وتكرارا إلى أنه ينتمي إلى أولئك الذين يعتقدون أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم التحاور بما يكفي مع روسيا (على الرغم من وجود حوار دائم مع روسيا باستمرار ومنذ سنوات). لقد اشتكى ذات مرة من “الشعبوية المعادية لبوتين”، دون أن يحدد معنى ذلك”. مقال مثير للاستغراب خصوصا وأن لاشيت معروف بولائه لميركل وبقربه السياسي منها.
واتهم موقع “تيلي بوليس” مقال صحيفة بالانتقائية مذكرا بتغريدة للاشيت على تويتر في أيلول 2015 قال فيها “لماذا يعتبر تدخل روسيا ضد تنظيم الدولة “مقلقا”، فيما الضربات الجوية الغربية مفيدة؟ الحل الوحيد في سوريا هو مع روسيا”.
كما اعتبر لاشيت أن الأسد حارب تنظيم الدولة، لكن “وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاول إضعاف الأسد في تلك المعركة” وفقاً لموقع “تيلي بوليس” .
وقال موقع دوتشيه فيليه يبدو أن روسيا استقبلت بارتياح انتخاب لاشيت، مستشهداً بما كتبته صحيفة “كوميرسانت” الروسية في مقال لها بتاريخ 18 كانون الثاني الجاري وجاء فيه: “بالنسبة لموسكو، فإن انتخاب لاشيت هو الأفضل مقارنة بالمرشحين الآخرين. ليس فقط لأن هناك أكثر من ألف شركة في ولايته (شمال الراين وويستفاليا) لها علاقات اقتصادية مع روسيا، ولكن لكونه أيضا يدعو للحوار مع روسيا. وهذا ما يميزه عن نوربرت روتغن، الذي ينتقد بشدة السياسة الروسية، وعن السيد ميرتس، الذي يعطي الأولوية للتعاون الأطلسي”.
ولفت الموقع إلى أن السباق نحو منصب المستشارية لم يكتمل بعد، قد يضمّ أيضاً شخصيتين محافظتين بارزتين هما ماركوس زودير (رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري) وينس شبان، وزير الصحة الحالي الذي سطع نجمه في زمن كورونا. في خطابه أمام المؤتمر “الافتراضي” للحزب الديموقراطي المسيحي، ألمح أرمين لاشيت بوضوح إلى أنه يرغب في قيادة المعسكر المحافظ في الانتخابات العامة في 26 أيلول، انتخابات ستشكل قطيعة ونهاية لعهد ميركل التي أعلنت تقاعدها بعد فترة حكم قياسية لمدة 16 عاماً.