نهاية عام ألفين وعشرين، يبدو أنها نهاية للوجود التركي في مناطق سيطرة النظام شمال غرب سوريا، بعد إخلاء القوات التركية جميع نقاطها التي تقع ضمن مناطق النظام.
عندان والشيخ عقيل والراشدين وخان طومان ومعمل كوراني بريف حلب ونقاط تل الطوقان والصرمان ومعر حطاط والصناعة بسراقب بريف إدلب، فضلاً عن نقطتي مورك وشير مغار، جميعها تم تفكيكها وإخلاؤها بشكل كامل.
نقاط المراقبة هذه أنشأها الجيش التركي عام ألفين وثمانية عشر عقب انتهاء معارك ما يعرف بشرق السكة، قبل أن تسيطر قوات النظام مدعومة بروسيا وعبر عمليات عسكرية واسعة بدأت في النصف الثاني من عام ألفين وتسعة عشر على أبرز مدن ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمال وحلب الغربي وتدخل النقاط ضمن مناطق سيطرة النظام.
العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام نهاية ألفين وتسعة عشر، أسفرت عن تهجير مئات آلاف المدنيين من أبرز المدن التي ثارت ضد نظام الأسد مطلع الثورة السورية، اللطامنة وكفر زيتا بريف حماة ومعرة النعمان وكفرنبل وغيرها بريف إدلب، فضلاً عن عندان وحيان ومنطقة كفر حمرة في محيط المخابرات الجوية شمال حلب.
تدخل تركيا عسكرياً بشكل مباشر في إدلب ضمن عملية درع الربيع، جاء عقب مقتل ما يزيد عن ستين جندياً تركيا بقصف للنظام، قرب بلدة بليون في جبل الزاوية، تدخل كبد قوات النظام مئات القتلى وخسارة عشرات الدبابات والعربات العسكرية حين تدخلت طائرة بيرقدار التركية المسيرة، ولعبت دوراً كبيراً في حسم العملية العسكرية.
الضغط العسكري التركي في إدلب، أجبر قوات النظام وروسيا على التوقف، وتوقيع اتفاق الخامس من آذار ألفين وعشرين بين اردوغان وبوتين، اتفاق نص على تسيير دوريات تركية روسية مشتركة في المنطقة، فضلاً عن فتح الطرق الدولية إم فور وإم فايف، فضلاً عن فتح ممرات آمنة وطوعية لعودة اللاجئين، وهو البند الأخير الذي لم يطبق بعد.
الضغط التركي لم يكن في إدلب فحسب، بل في شمال شرق سوريا..بدءاً من الدخول الروسي إلى المنطقة بعد عملية نبع السلام، والدوريات المشتركة في عين العرب كوباني، وصولاً إلى عمل عسكري محتمل في عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
تبقى جميع السيناريوهات مطروحة على الطاولة حول مصير إدلب، عقب انتهاء الإخلاء التركي، فمع تطبيق جميع بنود اتفاق الخامس من آذار باستثناء عودة اللاجئين، ومع وجود قوة عسكرية تركية ضاربة في جبل الزاوية، يتطلع النازحون في مخيمات الشمال السوري، إلى عودة ربما تكون بحل سياسي أو عسكري.