الإعلامي والناشط الثوري السوري المعارض “ناجي الجرف”
في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات، وفي عصر يوم 27 كانون الأول من عام 2015، اغتيل أحد قامات الإعلام السوري المعارض للنظام وتنظيم الدولة، الإعلامي “ناجي الجرف”، بطلقات مسدس في مدينة غازي عنتاب التركية.
هوية الشهيد..
ينحدر “ناجي الجرف” من مدينة السلمية في ريف حماة، وهو من مواليد عام 1977، متزوج وله طفلتان، وحاصل على البكالوريوس في الفلسفة من جامعة تشرين.
نشاط “الجرف”..
نشط “الجرف” في الحراك السلمي منذ مطلع الاحتجاجات ضد نظام الأسد، وقام بتأسيس “المكتب الإعلامي لمدينة سلمية”، وعُرف في أوساط الناشطين بلقب “الخال”، وحظي بمحبة وشعبية واسعة، ودرب الكثير من الناشطين في مجال الصحافة، وكان ذو طرح جريء ضد نظام الأسد و”تنظيم الدولة”، وكان كثير التواصل والتدريب والعمل مع الناشطين، وشريك في فريق “الرقة تذبح بصمت” المناهض لتنظيم الدولة.
أسس “الجرف” مجلة “حنطة” وترأس تحريرها وكانت تُعنى بنشر مقالات عن السجناء والشهداء، اللاجئين، الأتراك، الفلسطينيين، الجيش السوري الحر، تنظيم الدولة، وقضايا أشمل متعلقة بسوريا والثورة، ثم أطلق مجلة خاصة باليافعين من أعمار بين 9-15 حملت اسم “حنطاوي”، وكان له نشاطات إعلامية في مجال الأفلام الوثائقية، أبرزها “داعش في حلب“ الذي قال إنه حول “تنظيم الدولة وسلوكياته في مدينة حلب قبل طرده منها”.
تهديدات ما قبل الاغتيال..
تعرض “الجرف” للكثير من التهديدات أواخر حياته، ويُعتقد أن معظمها صادر فعلاً عن “تنظيم الدولة” وبعضها من حسابات مزيفة للتنظيم، وأكد تقرير لـ”مراسلون بلا حدود”، إن “الجرف” أكد للمنظمة تعرضه للتهديدات.
وقبيل الاغتيال، كان الجرف قد حصل على موافقة فرانسا للسفر إليها هروباً من التهديدات التي تحيق به، غير أن الأجل كان أقرب من تذكرة السفر، وقد ذكر في رسالة له وجهها إلى سفير فرنسا في تركيا: “أنا أعيش الآن في مدينة غازي عنتاب التركية وسلامتي الشخصية أصبحت في وضع أكثر صعوبة من أي وقت مضى، بعد تزايد التهديدات التي أتعرض لها أنا وعائلتي”.
اغتيال “الجرف”..
اُغتيل الصحفي السوري “ناجي الجرف” أمام مبنى “أوغور بلازا” الواقع في منطقة غازي مختار باشا بمدينة غازي عنتاب التركية التي يقيم فيها منذ مغادرته سوري عام 2012.
وحدثت العملية عند الساعة 3:20 عصراً، قرب مدخل مبنى “أوغور بلازا” حيث يعمل، عندما تقدمت منه سيارة بيضاء يقودها رجل مقنع حيث أطلق الرصاص على الجرف من مسدس كاتم للصوت، نُقل “الجرف” إثر إصابته إلى مستشفى “25 Aralik” ليفارق الحياة بعد فترة وجيزة في غرفة العناية المشددة.
من الجاني!؟
بعد اغتيال “الجرف”، بث “تنظيم الدولة إصداراً بعنوان ” لن ينفعكم الفرار”، ظهرت خلالهُ صورة للصحفي “ناجي الجرف” على أنهُ من بين “العملاء” الذين تمّ تصفيتهم على يد التنظيم.
وفور حصول الجريمة، فتحت السلطات التركية تحقيقاً في الحادثة، وأعلنت بعد مدّة عن تمكنها من إلقاء القبض على الجُناة في شقة سكنية بأطراف مدينة غازي عنتاب.
وفي 9 حزيران من عام 2016، وبعد جلسات محاكمة مُغلقة، أصدرت محكمة في غازي عنتاب التركية، حُكماً بالسجن المؤبد مرتين على المدعو “يوسف حمد الشفريحي”، وذلك بتهمة اغتيال الصحفي السوري المعارض “ناجي الجرف” والانتماء إلى “تنظيم الدولة”، في حين أُفرج عن 3 متهمين آخرين لعدم كفاية الأدلة.
نعي القامة الثورية..
نعى الناشط الثوري “ناجي الجرف” العديد من الجهات والهيئات والناشطين، بينهم منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية، ومنظمة “اليونيسكو” الأممية على لسان مديرتها العامة “إيرينا بوكوفا”، التي نددت بالجريمة وأبدت ثقتها في مثول المسؤولين عنها أمام القضاء.
انطفاء شمعة ثورية..
ألقى اغتيال “ناجي الجرف” بظلاله على ناشطي الثورة السورية، ليكون ختاماً مأساوياً لعام دامٍ مضرج بدماء 63 إعلامياً سورياً قضوا على يد النظام وروسيا وتنظيم الدولة، في 9 محافظات سورية إلى جانب تركيا، ووثقتهم “رابطة الصحفيين السوريين”.
وفي حسابه على “فيسبوك”، كتب “الجرف” قبل أسبوع من اغتياله: “لوقت قصير كنت أحلم بقبر صغير يغمرني على تلة لطيفة بقرية اسمها فريتان شرق مدينتي (السلمية) بالقرب من قبر جدي.. اليوم حتى هذا الحلم أمسى بطراً وترفاً”.