يعاني سكان محافظتي دمشق وريفها من تردّي الخدمات وضعف البنية التحتية، لا سيّما في المناطق التي تعرضت للقصف بكافة أنواع الأسلحة، خلال الحملات العسكرية التي نفذتها قوات النظام قبل سنوات.
ولم تنفذ حكومة النظام أي مشاريع صيانة وتفقّد للبنى التحتية الأساسية، التي تضررت بشكل كبير جراء عمليات النظام العسكرية، ما انعكس بشكل سلبي على الأهالي، وشكّل خطراً كبيراً على حياتهم، وساهم بتردِ ظروفهم المعيشية والخدمية.
شبكات مياه متهالكة ومئات حالات التسمم.
شهدت مدينتا “معضمية الشام” و “داريا” تسجيل ما يقارب 2000 حالة تسمم وحالة وفاة وحيدة لطفل رضيع، خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد اختلاط مياه الشرب الرئيسية بمياه الصرف الصحي، بسبب تلف شبكة التمديدات الصحية الداخلية في المدينتين وتصدّعها بعد تعرض المنطقة للقصف العشوائي خلال حملات النظام العسكرية على المنطقة.
مصدر مقرب من بلدية مدينة داريا (رفض التصريح عن هويته بسبب الوضع الأمني) قال إنّ مهندسين من أبناء المدينة حذّروا العام الماضي من استخدام شبكات المياه والصرف الصحي دون إجراء صيانة لها، كونها متصدّعة بشكل كبير ولا يمكن الاعتماد عليها في قضاء حاجة الأهالي اليومية، مضيفاً أنّ مسؤولي البلدية طالبوا حكومة النظام بتنفيذ مشاريع لصيانتها، إلّا أنّ الأخيرة رفضت ذلك وأبلغت المسؤولين المحليين بضرورة تأمين تمويل من أبناء المدينة لتنفيذ المشروع، وهو مالم يحصل إطلاقاً.
وأشار المصدر إلى أنّه وعلى الرغم من تسجيل مئات حالات التسمم في المدينة، إلّا أنّ مجلسها المحلي أوضح أنّه غير قادر على إجراء الصيانة المطلوبة دون دعم حكومي أو أهلي، كون المشروع يتطلب تكاليف تصل إلى أكثر من 800 مليون ليرة على أقل تقدير، وفق قوله.
اتصالات رديئة وانترنت مقطوع
أفاد “أحمد السقباني” المقيم في بلدة سقبا في غوطة دمشق الشرقية أنّ حكومة النظام قامت بتوصيل الهواتف والانترنت إلى بعض الأحياء ذات الأغلبية الموالية، والتي يقطنها ضباط وعناصر متطوعون مع قوات النظام، في حين لا يزال الأهالي في باقي الأحياء يطالبون بصيانة خطوط الهاتف وشبكة الانترنت، بسبب التكاليف العالية والخدمة الضعيفة للشبكات الخليوية الخاصة.
وأوضح “السقباني” أنّ الأهالي أبلغوا العاملين في المقسم برغبتهم بحل هذه المشكلة، لكنهم طلبوا تأمين مبالغ مالية ضخمة، لا يمكن للأهالي تحمّلها، مضيفاً أنّ الرشاوي أصبحت جزءاً من عمل الموظفين في مؤسسات حكومة النظام الخدمية، وبدونها لا يمكن الحصول على أي خدمة، وفق قوله.
أبنية مدمرة وأنقاض خطرة
على الرغم من مرور أكثر من عامين على دخول قوات النظام إلى آخر مناطق سيطرة فصائل الثوار في دمشق وريفها، إلّا أنّ الأبنية الآيلة للسقوط لا تزال موجودة على حالها في معظم المدن التي تعرضت للقصف، وقد تم تسجيل عدة إصابات نتيجة سقوط جدرانها على الأهالي، دون أن تنفذ حكومة النظام أي مشاريع لإزالتها أو دعم الأهالي في التخلّص من هاجسها.
وبحسب شهود من مدينتي دوما وحرستا في الغوطة الشرقية فإنّه لا يزال هناك أنقاض لم يتم البحث تحتها نهائياً عن جثامين مدنيين قضوا جراء القصف، على الرغم من تقديم مالكيها طلبات للنظام بذلك، بعد حصولهم على معلومات تفيد بأنّ ممتلكاتهم كانت مأهولة في الفترة التي تعرضت فيها المنطقة للقصف.
وفيات وإصابات بسبب الطرقات السيئة
أفاد مراسل “حلب اليوم” في دمشق بتسجيل أكثر من 150 حادثاً مرورياً في دمشق وريفها، خلال الشهرين الماضيين، تسببت بوفاة 12 شخصاً، وإصابة العشرات، مضيفاً أنّ السبب الرئيسي لمعظم هذه الحوادث هو رداءة الطرقات في المنطقة، وضعف التنظيم في جهاز شرطة المرور التابع للنظام.
وأشار المراسل إلى أنّه وبالإضافة لحوادث السير المسجلة فإنّ الأهالي يعانون من وضع الطرقات بشكل كبير، ويتكبدون خسائر مادية كبيرة، حيث تضررت مئات السيارات، وتلفت كميات كبيرة من البضائع بعد انقلاب الشاحنات التي كانت تنقلها عبر هذه الطرقات.