“أدهم الأكراد”
اغتال مجهولون، أمس الأربعاء، أحد أبرز قياديي فصائل المعارضة في محافظة درعا المدعو “أدهم الأكراد”، عن طريق استهداف سيارة كان يستقلها مع مرافقيه بالأسلحة الرشاشة بالقرب من بلدة “تبنة” على أوتوستراد “دمشق – درعا”.
من هو أدهم الأكراد؟
ينحدر أدهم الأكراد الملقب بـ”أبو قصي” من حي طريق السد في مدينة درعا، عاد من دولة الإمارات إلى محافظة درعا مسقط رأسه مع بداية الثورة السورية في عام 2011، حيث كان يشغل منصب مدير شركة هندسية في مجال الطاقة هناك، كونه مهندساً للطاقة ما تحت البحرية في روسيا.
المناصب التي شغلها خلال الثورة
شكّل “الأكراد” فوج الهندسة والصواريخ، أحد أبرز الفصائل العسكرية المعارضة في مدينة درعا، وكان قائداً له، كما كان الناطق الرسمي باسم معركة “عاصفة الجنوب” التي أطلقتها فصائل المعارضة مع بداية عام 2015 بهدف السيطرة على مدينة درعا الواقعة تحت سيطرة النظام.
انضم “أبو قصي” إلى صفوف الجبهة الجنوبية تحت راية “الجيش الحر” وشارك في أبرز عمليات الجنوب ومعاركها كقيادي يملك ترسانة عسكرية فريدة بعد إنتاج كتيبته لـ”صواريخ عمر” محلية الصنع.
مواقفه
يعتبر “الأكراد” أحد القادة الذين فاوضوا النظام بعد أن سيطر الأخير على ريف درعا الشرقي في آب عام 2018 لمنع أي عمل عسكري على مدينة درعا، كما كان أحد أعضاء اللجنة المركزية المفاوضة للنظام التي شُكّلت بعد سيطرة النظام على الجنوب السوري بموجب اتفاق “التسوية” قبل عامين تقريباً بضمانة روسية.
ويُعرف بموقفة الرافض لانتشار الميليشيات الإيرانية في محافظة درعا، وتجنيد أبناء المحافظة ضمن هذه الميليشيات لتكون ذراعهم في المنطقة، في حين استنكر مؤخراً “سياسة التهميش” التي يتبعها الضامن الروسي لمطالب اللجنة المركزية وفق ما تم الاتفاق عليه في آب 2018، والتي من أبرزها الإفراج عن المعتقلين.
هل هو عرّاب المصالحات في الجنوب؟
مع بدء المفاوضات في درعا مع الروس تصدّر “الأكراد” كأبرز المفاوضين رضخ للتسوية كالكثير من قادة الجنوب، غير أنه لم يكن مروّجاً لنظام الأسد كغيره، إذ حاول في هذه الأثناء الاقتراب من روسيا للابتعاد عن إيران كخيار أقل مراراً، نظراً لموقفه الرافض لانتشار الميليشيات الإيرانية في محافظة درعا وتجنيد أبناء المحافظة ضمنها ليكونوا ذراعها في المنطقة.
تعرض “الأكراد” لمحاولة اغتيال في أيلول ٢٠١٩ باءت بالفشل، كما تسلّم في نيسان من ذات العام دعوى قضائية من نظام الأسد بحقه، وذلك بموجب طلب من لجنة “توثيق الجرائم والإرهاب” في وزارة العدل التابعة لنظام الأسد، إذ ردّ حينها “الأكراد” بطلب شطب الدعوى معتبراً أنها “باطلة”.
متى ظهر آخر مرة؟
ظهر “الأكراد” منذ أسابيع بشريط مصور وسط حشد من وجهاء درعا، تحدث حينها باسمهم وهدّد بالتصعيد ضد النظام إن لم يُخرج المعتقلين ويرفع قبضته الأمنية عن المنطقة.
من وراء اغتيال “الأكراد”؟
لم تتبنى أي جهة عملية اغتيال “الأكراد” ومرافقيه، إلا أن “تجمّع أحرار حوران” نقل عن مصادر محلية أن سيارة من نوع “فان” مغلق طاردت “الأكراد ورفاقه”، وبعد توقفهم بإحدى محطات الوقود، باشرت المجموعة بإطلاق الرصاص على سيارة “الأكراد”، ما أدى لاحتراقها ومقتل جميع ركابها.
وبحسب المصادر، فإن “الأكراد” كان متجهاً نحو العاصمة دمشق للمطالبة بجثامين قتلى قضوا في معركة “الكتيبة المهجورة” بريف درعا الأوسط قبل سنوات.