صورة أرشيفية
يصادف اليوم 10 تشرين الأول الذكرى السنوية الأولى لانطلاق عملية نبع السلام العسكرية التي أطلقتها القوات العسكرية التركية بمساندة الجيش الوطني السوري في شمال شرقي سوريا والتي كان لهاد أبعاداً عسكرية وسياسية في المنطقة، إلا أنه تم تعليقها بعد أسبوع من انطلاقها ولاقت رفضاً غربياً واسعاً.
كيف انطلقت العملية وضد من؟
انطلقت العملية قبل فجر يوم 10 تشرين الأول العام الماضي، حيث بدأ الجيش التركي رسمياً الهجوم البري ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، كما أعلنت تركيا أن قواتها أصابت حينها ما يصل إلى 181 هدفاً في شمال شرقي سوريا وأن 14000 من الجيش الوطني السوري المدعوم منها يشاركون في الهجوم.
وبحسب ما صرّح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” حينها، فإن العملية انطلقت في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لطرد “قسد” و”تنظيم الدولة” وإنشاء “منطقة آمنة” لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، كما تهدف للقضاء على ما وصفه بـ”الممر الإرهابي” لقسد على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
ماذا حققت “نبع السلام؟
سيطرت القوات التركية والجيش الوطني خلال العملية على مدينتي “تل أبيض ورأس العين”، إضافةً إلى أكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع في محيط المدينتين، في حين قتل 20 مدنياً بينهم أطفال وجُرح أكثر من 200 آخرين في بلدات تركية محاذية للحدود جراء هجمات “قسد” عليها.
عسكرياً، قُتل 6 جنود من القوات التركية وأُصيب أكثر من 40 آخرين، ذلك وفقاً لما قاله “أردوغان” حينها في خطاب أمام الكتلة البرلمانية لـ”حزب العدالة والتنمية”، كما قُتل 224 مقاتلاً من الجيش الوطني وجُرح أكثر من 692 آخرين خلال الاشتباكات مع “قسد” وفقاً لوكالة “الأناضول”، في حين أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن ما مجموعه 399 من مقاتلي “قسد” قد قُتلوا أو أُسروا أو جُرحوا منذ خلال الأسبوع الأول من بدء العملية.
ما هي الاتفاقيات التي أُبرمت خلال “نبع السلام”؟
في 17 تشرين الأول العام الماضي، أعلن نائب الرئيس الأمريكي “مايك بنس” أن الولايات المتحدة وتركيا قد توصّلتا إلى اتفاق يقضي بوقف العملية العسكرية التركية (نبع السلام) لمدة خمسة أيام، وذلك من أجل انسحاب “قسد” من منطقة آمنة مقترحة جنوب الحدود التركية، ليتم تعليق عملية “نبع السلام” حينها.
كما أكد “بنس” أنه بمجرد توقف العملية العسكرية بالكامل، سيتم رفع جميع العقوبات المفروضة على تركيا من قبل الولايات المتحدة ولن تكون هناك عقوبات أخرى.
وفي 22 تشرين الأول ذات العام، توصل الرئيسان الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان” إلى اتفاق آخر لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 150 ساعة إضافية، وذلك من أجل إكمال قوات سوريا الديمقراطية لانسحابها مسافة 30 كيلومتراً بعيداً عن المنطقة الحدودية، وكذلك من مدينتي تل رفعت منبج.
وتضمن الاتفاق “الروسي – التركي” أيضاً تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وسوريا من جهة وروسيا وتركيا من جهةٍ أخرى على بعد 10 كيلومترات من الجانب السوري للحدود باستثناء مدينة القامشلي، و بدأ وقف إطلاق النار الجديد حينها في 23 تشرين الأول الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي، ومن ثم تم إصدار مذكرة من 10 نقاط تتضمن تفاصيل الاتفاقية بين روسيا وتركيا.
الجدير بالذكر أن عملية نبع السلام هي العملية العسكرية الثالثة لتركيا في سوريا خلال أربع سنوات، بعد عملية درع الفرات في العام 2016 وعملية غصن الزيتون في العام 2018.