يصادف اليوم 7 تشرين الأول الذكرى التاسعة لاغتيال المعارض السوري “مشعل تمو” في منزله بمدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة برصاص مجهولين، والذي لم يُعرف قاتله حتى اليوم.
حياته وعمله السياسي:
ولد الناطق الرسمي باسم “تيار المستقبل الكردي في سوريا “مشعل تمو” في مدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة عام 1957 وهو متزوج وله 6 أولاد ويقيم في مدينة القامشلي، وحاز بعد الثانوية على إجازة في الهندسة الزراعية، ودخل عالم السياسة عند التحاقه بحزب “الاتحاد الشعبي الكردي”.
عمل “تمو” بين قيادات “حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا” لأكثر من عشرين عاماً، وترك الحزب في نهاية عام 1999 وأسس مع بعض النشطاء السوريين أمثال “علي العبد الله وميشيل كيلو” لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا.
نضاله ضد النظام وانخراطه بالثورة السورية:
عرض رئيس النظام “بشار الأسد” على “تمو” الحوار بعد أسبوعين من خروجه من السجن، وذلك ضمن عرض السلطة الحوار على مجموعة من الأحزاب الكردية، لكنه رفض على إثرها الحوار مع النظام ووقف إلى جانب الثورة السورية.
وأعلن “تمو” موقفاً رافضاً لسياسة الأحزاب الكردية وموقفها من الثورة والنظام آنذاك، وكان أحد قياديي الثورة في منطقته وعموم الجزيرة السورية، وانخرط في قيادة وتنظيم الحراك الثوري في المناطق في شمال شرق سوريا.
انضم المعارض السوري إلى فعاليات مؤتمر “الإنقاذ الوطني السوري” في مدينة إسطنبول في تموز 2011، برئاسة “هيثم المالح” وعضوية نحو 400 شخصية سورية، ثم ما لبث أن أصبح عضواً في “المجلس الوطني السوري” لدى تأسيسه في الثاني من تشرين الأول من العام ذاته.
أبرز مواقفه:
كان لـ “مشعل” دور فاعل مع آخرين من المثقفين الكرد في التحرك إبان انتفاضة 2004 بمدينة القامشلي، وهو ما استمر أثناء اختطاف واغتيال الشيخ “معشوق الخزنوي”، كما كان وراء تأسيس إحدى اللجان الحقوقية في عام 2005.
وأسس “تمو” في 29 أيار 2005 مع مجموعة شبابية “تيار المستقبل الكردي في سوريا”، وفي فجر يوم الجمعة 15 آب 2008 وأثناء توجه “مشعل التمو” من مدينة “عين العرب” إلى حلب تم توقيفه من قبل دورية تابعة للأمن الجوي التابع للنظام وتم اعتقاله.
ووُجّهت له العديد من التهم أبرزها “النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي”، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف وخرج من السجن في بداية حزيران 2011 عقب ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد.
وظهر في مقدمة المتظاهرين وهتف بإسقاط النظام، كما صرخ في وجه بعض السياسيين الكرد الذين اتخذوا موقفًا سلبيًا من الثورة، وكان “مشعل تمو” مناوئاً لرغبة قادة الأحزاب الكردية في الحوار مع الأسد حين واجههم برفض قاطع، قائلاً: “لا للحوار مع نظام يسفك الدم، لا للحوار مع نظام فقد شرعيته، لن نتحاور معه أبداً، نرفض الحوار مع الأجهزة الأمنية، نرفض الحوار مع الدبابة، نرفض الحوار مع الرصاص”.
اغتيال “تمو”
في السابع من تشرين الأول عام 2011، دخل أربعة ملثمين إلى مكان إقامة “مشعل تمو” في مدينة القامشلي، وأطلقوا 18 رصاصة معظمها موجهة عليه، وعلى ابنه “مارسيل” والناشطة المدنية “زاهدة رشكيلو” عندما كان باجتماعٍ معها، ما أودى بحياته على الفور، في حين نجا ابنه وزاهدة من الموت رغم إصابتهما.
وعقب وفاته، خرج آلاف المواطنين في مظاهرات عمّت مدن وبلدات الحسكة، وحطّم المتظاهرون حينها تمثال رأس النظام السابق “حافظ الأسد” في مدينتي القامشلي وعامودا، كما طالبوا بإسقاط نظام الأسد، إذ تم دفنه بقرية “الجنازة” بريف “الدرباسية” مسقط رأسه.
من المتهم باغتيال “مشعل تمو”؟
وُجّهت أصابع الاتهام باغتيال المعارض الكردي “مشعل تمو” إلى نظام الأسد، إذ كشفت الوثائق السرية المسربة الخاصة بسوريا، والتي بثتها قناة “العربية” في 10 تشرين الأول عام 2012، الستار عن أوامر نظام الأسد بشأن اغتيال “تمو” لاتهام تركيا باغتياله.
وأوضحت الوثائق حينها أن أمر الاغتيال بحق “تمو” جاء مباشرةً من رأس النظام “بشار الأسد”، وأن الأسد حدده بالإسم ليتم اغتياله، حيث كلّف جهاز المخابرات الجوية التابع للنظام بتنفيذ عملية الاغتيال بشكلٍ واضح بحقه حيث كان موجود هو ونجله وزوجته في بيته الواقع في القامشلي ، وصدر الأمر بتصفية كل من يوجد في البيت.
كما اتهمت المعارضة السورية وواشنطن النظام باغتيال “تمو”، فيما ألقت دمشق باللائمة على مسلحين مجهولين ووصفته بـ”الشهيد”، في حين لا يزال قاتل “تمو” مجهولاً حتى يومنا هذا ولم تُشكّل لجنة قانونية للبت في ملابسات هذه الجريمة السياسية.