• الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #

5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا.. مكافحة إرهاب أم وأد ثورة!

إعلان موول
720150
  • أخبار, سوريا
  • 2020/09/30
  • 8:20 م

وقت القراءة المتوقع: 13 دقائق

5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا.. مكافحة إرهاب أم وأد ثورة!

خمس سنوات مضت على التدخل العسكري الروسي في سوريا، تمكنت خلالها روسيا من إنقاذ الأسد الذي شارف نظامه على السقوط عام 2015 ويبدو أن روسيا ترى في سوريا حديقة خلفية لنفوذها الدولي، ونقطة إثبات وجود في رقعة الشطرنج الدولية.

تغيرت خارطة السيطرة في البلاد بعد التدخل الروسي، ليتمكن نظام الأسد بمساعدة حليفته روسيا، من السيطرة على عاصمة الاقتصاد السوري حلب، من خلال اتفاق فرضته الكفة العسكرية الروسية، كما تمكن النظام من تأمين العاصمة والسيطرة على كامل محيطها، إضافة للسيطرة على مدينة حمص بالكامل وصولاً إلى الجنوب السوري في درعا، بعدما كانت الطرق الدولية التي تربط العاصمة ببقية المحافظات خارجةً بمعظمها عن سيطرة النظام.

الثلاثين من شهر أيلول لعام 2015 تاريخ التدخل الروسي، أي بعد واحد وعشرين يوماً من إطلاق فصائل الثورة بقيادة جيش الإسلام معركةً كبرى على أطراف العاصمة، سميت معركة الله غالب، هذه المعركة حققت فيها الفصائل الثورية تقدماً سريعاً ومباغتاً، ووصلت من خلالها إلى أوتستراد دمشق حمص الدولي، الذي يصل العاصمة بالشمال والساحل، الفصائل الثورية سيطرت من خلال هذه المعركة على عدد من المناطق والنقاط العسكرية في عدرا وضاحية الأسد وحرستا وغيرها من مناطق طوق العاصمة، في الوقت ذاته شنت الفصائل العاملة في ريف اللاذقية هجوماً مشابهاً سيطرت من خلاله على عدد من مواقع النظام العسكرية بالقرب من قمة النبي يونس الاستراتيجية وأهمها تل قبر حشيش وتل الزراعة وتل جب الأحمر، قبلها بتسعة أشهر وتحديداً في الشهر الأخير من عام ألفين وأربعة عشر، حررت فصائل المعارضة معسكر وادي الضيف، والذي اعتبر آنذاك من أضخم وأهم المعسكرات التي تم تحريرها خلال سنوات الثورة، والذي جعل الطريق مفتوحاً باتجاه حماة، هذه التغييرات العسكرية والتي كشفت ضعف النظام كانت دافعاً كبيراً للروس، لأن يمضوا في دعم النظام عسكرياً ويتدخلوا بشكل مباشر في سوريا، بعد أن كان تدخلهم يقتصر على الدعم السياسي والاستخباراتي الأمني والاستشاري العسكري.

التدخل جاء بذريعة مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة، إلا أن الطائرات الروسية ومنذ بداية تدخلها ركزت قصفها على مناطق سيطرة المعارضة، فقد كشفت شبكة بي بي سي البريطانية، بعد خمسة أيام من بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية، أن القصف الروسي تركز على المناطق القريبة من خطوط المواجهة بين قوات النظام والفصائل المعارضة وسط سوريا، في كل من محافظات حمص وحماة وإدلب، كما قالت شبكة سي إن إن الأمريكية نقلا عن خبراء عسكريين بعد أسبوعين من التدخل، أن عشرة بالمئة فقط من الغارات الجوية الروسية استهدفت تنظيم الدولة، هذا بالإضافة للدور الكبير الذي لعبته روسيا في تدمير المدن السورية وتهجير أهلها، كما حصل في حلب والغوطة وريف حمص الشمالي، واستهداف البنى التحتية والمشافي والمراكز الطبية.

على  الأرض، كان لإيران الدور الأبرز في هذا التدخل، فبحسب وكالة رويترز جرت مفاوضات واتفاقيات بين طهران وموسكو قام بها القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، الذي أقنع روسيا بأهمية وجودها في سوريا، وأن تكلفة التدخل والبقاء في سوريا ستكون ذات جدوى لجميع الأطراف.

الموقف الإيراني المحرض والمؤيد للتدخل الروسي في سوريا، ربما جاء لإخفاق إيران عن ترجيح الكفة العسكرية لصالح النظام، ووجدت في روسيا حليفا عسكريا استطاع أن يحقق ما عجزت عنه، إلا أن تراجع إيران للصف الثاني في المعادلة على الأرض، ربما خلق خلافات على النفوذ والسيطرة بين الإخوة الأعداء، خلافات لم تصل إلى حد تغيير المواقف بين حليفتي الأسد.

 

ردود فعل دولية اتجاه التدخل الروسي

منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا، تباينت وجهات النظر الدولية والإقليمية بين من أيد التدخل ومن رفضه.

دول عدة في التحالف الدولي انتقدت العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ووصفتها بالتصعيد الإضافي للصراع، معتبرة أنها تعمل على تغذية التطرف، ففي الثاني من تشرين الأول عام 2015، أصدرت كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، والسعودية، وقطر، بيانا مشتركا أعربت فيه عن القلق العميق إزاء التدخل الروسي في سوريا، ودعت روسيا لوقف ضرباتها الجوية ضد المعارضين السوريين، وكان لافتا آنذاك عدم توقيع الإمارات العربية المتحدة والأردن على بيان الدول السبع.

في اليوم نفسه، صدر عن الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، تصريح ذو جانبين؛ فمن جهة أكَّد على أن واشنطن لن تلجأ إلى استخدام سوريا ساحة حرب بالوكالة مع روسيا، ومن جهة أخرى قال: إن سوريا ستتحول إلى مستنقع للروس وأن التدخل الروسي هو دليل على ضعف نظام الأسد.

لم تكتف روسيا بشن هجمات جوية على المدنيين، بل عملت على التنسيق مع إسرائيل بهدف صياغة آلية للتنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين في سوريا، واكتفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حينها بالقول إن “اللقاءات مع العسكريين الروس تهدف إلى تنسيق العمليات العسكرية في المنطقة”.

على الصعيد العربي.. لم يكن الموقف العربي موحداً حيال التدخل الروسي في سوريا، فقد اتسمت المواقف العربية منذ بداية الثورة السورية، بخلافات جذرية حيالها، وظهرت إلى العلن في اجتماعات الجامعة العربية، وتجسدت في محورين متضادين: الأول، قادته السعودية وقطر، وقد حمّل الأسد ونظامه المسؤولية كاملةً عن الكارثة التي أصابت سوريا والسوريين، واعتبر أن رحيله هو المخرج الوحيد للأزمة.

أما المحور الثاني، فضمّ العراق ولبنان والجزائر، إضافة لمصر بعد وصول عبد الفتاح السيسي للرئاسة، وقد صرح هذا المحور بتأييده للغارات، فيما لم تصدر عن باقي الدول العربية أية مواقف علنية حيال هذا التدخل.

بدورها، أعلنت جارة سوريا في الشمال معارضتها الشديدة للتدخل العسكري الروسي، إذ اعتبر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن التدخل الروسي في سوريا غير مقبول، بل ووصفه بالخطأ الإستراتيجي.

 

 

روسيا.. مكاسب وخسائر

روسيا وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، ورثت أهم وآخر قاعدة لها في الشرق الأوسط، القاعدة هي سوريا، والمانح هو نظام الأسد الأب، 5أهمية سوريا بالنسبة للروس، تأتي من كونها تقع على البحر المتوسط موطئ قدم الروس في المياه الدافئة، كما أن النظام عميل ذهبي للسلاح الروسي، ولربما يرغب بوتين بالعودة للمشهد الدولي بقوةٍ عبر بوابة سوريا.

أهمية سوريا تتمثل أيضاً في قربها من دول الخليج العربي، حيث تطمح روسيا للدخول إلى أسواقها، علاوةً على الثروات الباطنية المكتشفة سابقاً، والتي لم تُكتشَف بعدُ قبالة السواحل السورية في البحر المتوسط، أهميةٌ ترجمتها روسيا بعشرات الاتفاقيات الاقتصادية مع نظام الأسد، وعقود طويلة الأمد  في مجالي النفط والغاز من نظام متهالك ومهدد بالسقوط في أي لحظة.

على أرض الواقع، أعاد الروس تأهيل قاعدة ميناء طرطوس، وألحقوها بثلاثة عشرة قاعدة منتشرة في معظم أنحاء سوريا، أبرزها حميميم والمزة، سوريا أضحت بذلك ساحة لتدريب المقاتلين الروس واختبار الأسلحة، أكثرُ من ثلاثمئة وخمسين سلاحاً روسياً شارك في المعارك بسوريا، في حين تم تجريب ما يزيد على ستمئة نوع من الأسلحة، الأرقام تقول أيضاً إن أكثر من ثلاثة وستين ألف جندي روسي خاضوا تجربة قتالية في سوريا.

عن الخسائر.. الأرقام الرسمية الروسية تشير إلى أن حصيلة الخسائر في سوريا بلغت حتى نيسان من هذا العام مئة وثلاثة وعشرين قتيلاً، مواقعُ إعلامية روسية مستقلة تؤكد أن العدد الحقيقي قد يبلغ ضعفَي هذا الرقم، فضلاً عن عشرات القتلى من مرتزقة فاغنر الروسية، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

الروس أيضاً خسروا ما لا يقل عن ثلاثين طائرة حربية ومروحية في سوريا، وبحسب عدد من الدراسات والتقارير، فإن معدل النفقات العسكرية الروسية في سوريا يبلغ بين ثلاثة إلى أربعة ملايين دولار يوميا وهذا يعني خمسة إلى سبعة مليارات دولار منذ تدخلها.

واليوم وبعدما أصبحت سوريا ساحة لتصفية الحسابات الدولية، وبسط النفوذ، تبدو روسيا مضطرة للتنسيق مع الجانب التركي في ملف إدلب، رغم أن الاتفاق بين الجانبين شهد خروقاتٍ كثيرةً واجتماعات غيرَ مرضية في الآونة الأخيرة.

ويرى مراقبون أن روسيا في وضعٍ لا تُحسد عليه لتضارب مصالحها حتى مع الإيرانيين، وعدمِ جني ثمرة تدخلها حتى الآن، مع تجميد ملف إعادة الإعمار.

فيما تبدو احتمالات صدام روسيا مع الأطراف الفاعلة بالملف السوري مفتوحةً على مصراعيها، بما فيها اللاعب الأمريكي، الذي تعكس حوادثُ اصطدام عرباته العسكرية مع الروس في أقصى شمال شرقي سوريا، جانباً من الصراع الدولي.

 

نتائج التدخل الروسي في سوريا

مما لا شك فيه أن التدخل الروسي أنقذ الأسد وأمّن استمراريته في الحكم عسكرياً حتى اللحظة، إلا أن النظام بات شبه منهار اقتصادياً، ويعاني من أزمات تأمين الوقود والمواد الأساسية، خصوصاً بعد دخول قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية حيّزَ التنفيذ في السابع عشر من حزيران عام ألفين وعشرين، ولعل المفارقة أيضاً أن الليرة السورية كانت تتهاوى قيمتها، منذ تدخل حزب الله فإيران وصولاً للتدخل الروسي.

سياسياً لا يبدو أن التدخل الروسي قدّم شيئاً للنظام.. فقانون قيصر يفرض عقوبات على الروس أنفسِهم، كونهم يقفون إلى جانب نظام الأسد، خصوصاً وأن واشنطن ربطت تخفيف العقوبات أو رفعَها بحلٍّ سياسي وانتقالٍ للسلطة وعودةِ اللاجئين وإخراج جميع المعتقلين، بعدما ربطت قبل قيصر ملفَّ إعادةِ الاعمار بالحل السياسي الشامل على أساس القرار الدولي رقم 2254.

على الصعيد الإنساني.. قرابة سبعة آلاف مدني بينهم ألفا طفل، قتلتهم روسيا منذ تدخلها في سوريا وحتى تموز من عام ألفين وعشرين، وفق إحصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حصيلة هي نتاج مجازر، استخدمت فيها روسيا شتى أنواع القصف بما فيها الصواريخ البالستية.

واتبع الروس سياسة الأرض المحروقة التي أجبرت مناطق سوريا على إبرام اتفاقات معهم تقضي بخروج الأهالي والعسكريين من مدنهم ضمن سياسة التهجير القسري.

بدأ التهجير من حمص لينتقل إلى حلب فداريا ومعضمية الشام ودرعا ومناطق أخرى، كانت فيها روسيا الضامن لمن خرج ولمن أراد البقاء تحت سلطة النظام.

اختار عشرات الآلاف من السوريين الخروج من بيوتهم، على أن يبقوا في منطقة تسيطر عليها روسيا وقوات النظام، ذاهبين إلى مناطق الشمال السوري التي أصبحت خزاناً بشرياً يحوي ملايين السوريين المهجرين قسراً.

تعاملت روسيا منذ قدومها إلى سوريا كأكبر قوة على الأرض، وأرادت ترتيب جميع القوى الموجودة ضمن ما يسمح لها بالتمدد والبقاء، فقتلت المدنيين وهجرت المعارضين واستحوذت على المقاتلين، وفرضت على الأسد دفع الضرائب باستثمارات روسية لمنشآت سورية، وأبقت إيران تحت نيران إسرائيل، لتبقى روسيا المتحكم والحاكم الفعلي لمناطق واسعة من سوريا.

 

 

 

الكلمات المفتاحية: الطيران الروسيتهجير قسريروسيا
إعلان موول
720150
62
المشاهدات

أحدث المقالات

الخليج العربي يتجه لإقامة منتدى اقتصادي مع سوريا

الخليج العربي يتجه لإقامة منتدى اقتصادي مع سوريا

2025-05-19
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تصدير الأغنام.. إنقاذ للمربّي من الخسارة وأعباء على المستهلكين

ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تصدير الأغنام.. إنقاذ للمربّي من الخسارة وأعباء على المستهلكين

2025-05-19
مجلس أعلى للتنسيق مع سوريا.. الأردن تدفع بالعلاقة مع دمشق نحو آفاق جديدة

مجلس أعلى للتنسيق مع سوريا.. الأردن تدفع بالعلاقة مع دمشق نحو آفاق جديدة

2025-05-19

الأكثر قراءة

متى وكيف ستظهر نتائج رفع العقوبات الأمريكية عن السوريين؟

متى وكيف ستظهر نتائج رفع العقوبات الأمريكية عن السوريين؟

2025-05-14
ارتفاع تكلفة العودة إلى سوريا.. اتهامات لشركات الطيران بالابتزاز ومطالبات للحكومة بالتدخل

ارتفاع تكلفة العودة إلى سوريا.. اتهامات لشركات الطيران بالابتزاز ومطالبات للحكومة بالتدخل

2025-05-19
مواقف عربية داعمة لسوريا في قمة بغداد

مواقف عربية داعمة لسوريا في قمة بغداد

2025-05-17

5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا.. مكافحة إرهاب أم وأد ثورة!

  • أخبار, سوريا
  • سبتمبر 30, 2020
  • 8:20 م

وقت القراءة المتوقع: 13 دقائق

5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا.. مكافحة إرهاب أم وأد ثورة!

خمس سنوات مضت على التدخل العسكري الروسي في سوريا، تمكنت خلالها روسيا من إنقاذ الأسد الذي شارف نظامه على السقوط عام 2015 ويبدو أن روسيا ترى في سوريا حديقة خلفية لنفوذها الدولي، ونقطة إثبات وجود في رقعة الشطرنج الدولية.

تغيرت خارطة السيطرة في البلاد بعد التدخل الروسي، ليتمكن نظام الأسد بمساعدة حليفته روسيا، من السيطرة على عاصمة الاقتصاد السوري حلب، من خلال اتفاق فرضته الكفة العسكرية الروسية، كما تمكن النظام من تأمين العاصمة والسيطرة على كامل محيطها، إضافة للسيطرة على مدينة حمص بالكامل وصولاً إلى الجنوب السوري في درعا، بعدما كانت الطرق الدولية التي تربط العاصمة ببقية المحافظات خارجةً بمعظمها عن سيطرة النظام.

الثلاثين من شهر أيلول لعام 2015 تاريخ التدخل الروسي، أي بعد واحد وعشرين يوماً من إطلاق فصائل الثورة بقيادة جيش الإسلام معركةً كبرى على أطراف العاصمة، سميت معركة الله غالب، هذه المعركة حققت فيها الفصائل الثورية تقدماً سريعاً ومباغتاً، ووصلت من خلالها إلى أوتستراد دمشق حمص الدولي، الذي يصل العاصمة بالشمال والساحل، الفصائل الثورية سيطرت من خلال هذه المعركة على عدد من المناطق والنقاط العسكرية في عدرا وضاحية الأسد وحرستا وغيرها من مناطق طوق العاصمة، في الوقت ذاته شنت الفصائل العاملة في ريف اللاذقية هجوماً مشابهاً سيطرت من خلاله على عدد من مواقع النظام العسكرية بالقرب من قمة النبي يونس الاستراتيجية وأهمها تل قبر حشيش وتل الزراعة وتل جب الأحمر، قبلها بتسعة أشهر وتحديداً في الشهر الأخير من عام ألفين وأربعة عشر، حررت فصائل المعارضة معسكر وادي الضيف، والذي اعتبر آنذاك من أضخم وأهم المعسكرات التي تم تحريرها خلال سنوات الثورة، والذي جعل الطريق مفتوحاً باتجاه حماة، هذه التغييرات العسكرية والتي كشفت ضعف النظام كانت دافعاً كبيراً للروس، لأن يمضوا في دعم النظام عسكرياً ويتدخلوا بشكل مباشر في سوريا، بعد أن كان تدخلهم يقتصر على الدعم السياسي والاستخباراتي الأمني والاستشاري العسكري.

التدخل جاء بذريعة مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة، إلا أن الطائرات الروسية ومنذ بداية تدخلها ركزت قصفها على مناطق سيطرة المعارضة، فقد كشفت شبكة بي بي سي البريطانية، بعد خمسة أيام من بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية، أن القصف الروسي تركز على المناطق القريبة من خطوط المواجهة بين قوات النظام والفصائل المعارضة وسط سوريا، في كل من محافظات حمص وحماة وإدلب، كما قالت شبكة سي إن إن الأمريكية نقلا عن خبراء عسكريين بعد أسبوعين من التدخل، أن عشرة بالمئة فقط من الغارات الجوية الروسية استهدفت تنظيم الدولة، هذا بالإضافة للدور الكبير الذي لعبته روسيا في تدمير المدن السورية وتهجير أهلها، كما حصل في حلب والغوطة وريف حمص الشمالي، واستهداف البنى التحتية والمشافي والمراكز الطبية.

على  الأرض، كان لإيران الدور الأبرز في هذا التدخل، فبحسب وكالة رويترز جرت مفاوضات واتفاقيات بين طهران وموسكو قام بها القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، الذي أقنع روسيا بأهمية وجودها في سوريا، وأن تكلفة التدخل والبقاء في سوريا ستكون ذات جدوى لجميع الأطراف.

الموقف الإيراني المحرض والمؤيد للتدخل الروسي في سوريا، ربما جاء لإخفاق إيران عن ترجيح الكفة العسكرية لصالح النظام، ووجدت في روسيا حليفا عسكريا استطاع أن يحقق ما عجزت عنه، إلا أن تراجع إيران للصف الثاني في المعادلة على الأرض، ربما خلق خلافات على النفوذ والسيطرة بين الإخوة الأعداء، خلافات لم تصل إلى حد تغيير المواقف بين حليفتي الأسد.

 

ردود فعل دولية اتجاه التدخل الروسي

منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا، تباينت وجهات النظر الدولية والإقليمية بين من أيد التدخل ومن رفضه.

دول عدة في التحالف الدولي انتقدت العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ووصفتها بالتصعيد الإضافي للصراع، معتبرة أنها تعمل على تغذية التطرف، ففي الثاني من تشرين الأول عام 2015، أصدرت كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، والسعودية، وقطر، بيانا مشتركا أعربت فيه عن القلق العميق إزاء التدخل الروسي في سوريا، ودعت روسيا لوقف ضرباتها الجوية ضد المعارضين السوريين، وكان لافتا آنذاك عدم توقيع الإمارات العربية المتحدة والأردن على بيان الدول السبع.

في اليوم نفسه، صدر عن الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، تصريح ذو جانبين؛ فمن جهة أكَّد على أن واشنطن لن تلجأ إلى استخدام سوريا ساحة حرب بالوكالة مع روسيا، ومن جهة أخرى قال: إن سوريا ستتحول إلى مستنقع للروس وأن التدخل الروسي هو دليل على ضعف نظام الأسد.

لم تكتف روسيا بشن هجمات جوية على المدنيين، بل عملت على التنسيق مع إسرائيل بهدف صياغة آلية للتنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين في سوريا، واكتفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حينها بالقول إن “اللقاءات مع العسكريين الروس تهدف إلى تنسيق العمليات العسكرية في المنطقة”.

على الصعيد العربي.. لم يكن الموقف العربي موحداً حيال التدخل الروسي في سوريا، فقد اتسمت المواقف العربية منذ بداية الثورة السورية، بخلافات جذرية حيالها، وظهرت إلى العلن في اجتماعات الجامعة العربية، وتجسدت في محورين متضادين: الأول، قادته السعودية وقطر، وقد حمّل الأسد ونظامه المسؤولية كاملةً عن الكارثة التي أصابت سوريا والسوريين، واعتبر أن رحيله هو المخرج الوحيد للأزمة.

أما المحور الثاني، فضمّ العراق ولبنان والجزائر، إضافة لمصر بعد وصول عبد الفتاح السيسي للرئاسة، وقد صرح هذا المحور بتأييده للغارات، فيما لم تصدر عن باقي الدول العربية أية مواقف علنية حيال هذا التدخل.

بدورها، أعلنت جارة سوريا في الشمال معارضتها الشديدة للتدخل العسكري الروسي، إذ اعتبر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن التدخل الروسي في سوريا غير مقبول، بل ووصفه بالخطأ الإستراتيجي.

 

 

روسيا.. مكاسب وخسائر

روسيا وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، ورثت أهم وآخر قاعدة لها في الشرق الأوسط، القاعدة هي سوريا، والمانح هو نظام الأسد الأب، 5أهمية سوريا بالنسبة للروس، تأتي من كونها تقع على البحر المتوسط موطئ قدم الروس في المياه الدافئة، كما أن النظام عميل ذهبي للسلاح الروسي، ولربما يرغب بوتين بالعودة للمشهد الدولي بقوةٍ عبر بوابة سوريا.

أهمية سوريا تتمثل أيضاً في قربها من دول الخليج العربي، حيث تطمح روسيا للدخول إلى أسواقها، علاوةً على الثروات الباطنية المكتشفة سابقاً، والتي لم تُكتشَف بعدُ قبالة السواحل السورية في البحر المتوسط، أهميةٌ ترجمتها روسيا بعشرات الاتفاقيات الاقتصادية مع نظام الأسد، وعقود طويلة الأمد  في مجالي النفط والغاز من نظام متهالك ومهدد بالسقوط في أي لحظة.

على أرض الواقع، أعاد الروس تأهيل قاعدة ميناء طرطوس، وألحقوها بثلاثة عشرة قاعدة منتشرة في معظم أنحاء سوريا، أبرزها حميميم والمزة، سوريا أضحت بذلك ساحة لتدريب المقاتلين الروس واختبار الأسلحة، أكثرُ من ثلاثمئة وخمسين سلاحاً روسياً شارك في المعارك بسوريا، في حين تم تجريب ما يزيد على ستمئة نوع من الأسلحة، الأرقام تقول أيضاً إن أكثر من ثلاثة وستين ألف جندي روسي خاضوا تجربة قتالية في سوريا.

عن الخسائر.. الأرقام الرسمية الروسية تشير إلى أن حصيلة الخسائر في سوريا بلغت حتى نيسان من هذا العام مئة وثلاثة وعشرين قتيلاً، مواقعُ إعلامية روسية مستقلة تؤكد أن العدد الحقيقي قد يبلغ ضعفَي هذا الرقم، فضلاً عن عشرات القتلى من مرتزقة فاغنر الروسية، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

الروس أيضاً خسروا ما لا يقل عن ثلاثين طائرة حربية ومروحية في سوريا، وبحسب عدد من الدراسات والتقارير، فإن معدل النفقات العسكرية الروسية في سوريا يبلغ بين ثلاثة إلى أربعة ملايين دولار يوميا وهذا يعني خمسة إلى سبعة مليارات دولار منذ تدخلها.

واليوم وبعدما أصبحت سوريا ساحة لتصفية الحسابات الدولية، وبسط النفوذ، تبدو روسيا مضطرة للتنسيق مع الجانب التركي في ملف إدلب، رغم أن الاتفاق بين الجانبين شهد خروقاتٍ كثيرةً واجتماعات غيرَ مرضية في الآونة الأخيرة.

ويرى مراقبون أن روسيا في وضعٍ لا تُحسد عليه لتضارب مصالحها حتى مع الإيرانيين، وعدمِ جني ثمرة تدخلها حتى الآن، مع تجميد ملف إعادة الإعمار.

فيما تبدو احتمالات صدام روسيا مع الأطراف الفاعلة بالملف السوري مفتوحةً على مصراعيها، بما فيها اللاعب الأمريكي، الذي تعكس حوادثُ اصطدام عرباته العسكرية مع الروس في أقصى شمال شرقي سوريا، جانباً من الصراع الدولي.

 

نتائج التدخل الروسي في سوريا

مما لا شك فيه أن التدخل الروسي أنقذ الأسد وأمّن استمراريته في الحكم عسكرياً حتى اللحظة، إلا أن النظام بات شبه منهار اقتصادياً، ويعاني من أزمات تأمين الوقود والمواد الأساسية، خصوصاً بعد دخول قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية حيّزَ التنفيذ في السابع عشر من حزيران عام ألفين وعشرين، ولعل المفارقة أيضاً أن الليرة السورية كانت تتهاوى قيمتها، منذ تدخل حزب الله فإيران وصولاً للتدخل الروسي.

سياسياً لا يبدو أن التدخل الروسي قدّم شيئاً للنظام.. فقانون قيصر يفرض عقوبات على الروس أنفسِهم، كونهم يقفون إلى جانب نظام الأسد، خصوصاً وأن واشنطن ربطت تخفيف العقوبات أو رفعَها بحلٍّ سياسي وانتقالٍ للسلطة وعودةِ اللاجئين وإخراج جميع المعتقلين، بعدما ربطت قبل قيصر ملفَّ إعادةِ الاعمار بالحل السياسي الشامل على أساس القرار الدولي رقم 2254.

على الصعيد الإنساني.. قرابة سبعة آلاف مدني بينهم ألفا طفل، قتلتهم روسيا منذ تدخلها في سوريا وحتى تموز من عام ألفين وعشرين، وفق إحصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حصيلة هي نتاج مجازر، استخدمت فيها روسيا شتى أنواع القصف بما فيها الصواريخ البالستية.

واتبع الروس سياسة الأرض المحروقة التي أجبرت مناطق سوريا على إبرام اتفاقات معهم تقضي بخروج الأهالي والعسكريين من مدنهم ضمن سياسة التهجير القسري.

بدأ التهجير من حمص لينتقل إلى حلب فداريا ومعضمية الشام ودرعا ومناطق أخرى، كانت فيها روسيا الضامن لمن خرج ولمن أراد البقاء تحت سلطة النظام.

اختار عشرات الآلاف من السوريين الخروج من بيوتهم، على أن يبقوا في منطقة تسيطر عليها روسيا وقوات النظام، ذاهبين إلى مناطق الشمال السوري التي أصبحت خزاناً بشرياً يحوي ملايين السوريين المهجرين قسراً.

تعاملت روسيا منذ قدومها إلى سوريا كأكبر قوة على الأرض، وأرادت ترتيب جميع القوى الموجودة ضمن ما يسمح لها بالتمدد والبقاء، فقتلت المدنيين وهجرت المعارضين واستحوذت على المقاتلين، وفرضت على الأسد دفع الضرائب باستثمارات روسية لمنشآت سورية، وأبقت إيران تحت نيران إسرائيل، لتبقى روسيا المتحكم والحاكم الفعلي لمناطق واسعة من سوريا.

 

 

 

الكلمات المفتاحية: الطيران الروسيتهجير قسريروسيا
62
المشاهدات

أحدث المقالات

الخليج العربي يتجه لإقامة منتدى اقتصادي مع سوريا

الخليج العربي يتجه لإقامة منتدى اقتصادي مع سوريا

2025-05-19
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تصدير الأغنام.. إنقاذ للمربّي من الخسارة وأعباء على المستهلكين

ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تصدير الأغنام.. إنقاذ للمربّي من الخسارة وأعباء على المستهلكين

2025-05-19
مجلس أعلى للتنسيق مع سوريا.. الأردن تدفع بالعلاقة مع دمشق نحو آفاق جديدة

مجلس أعلى للتنسيق مع سوريا.. الأردن تدفع بالعلاقة مع دمشق نحو آفاق جديدة

2025-05-19

الأكثر قراءة

متى وكيف ستظهر نتائج رفع العقوبات الأمريكية عن السوريين؟

متى وكيف ستظهر نتائج رفع العقوبات الأمريكية عن السوريين؟

2025-05-14
ارتفاع تكلفة العودة إلى سوريا.. اتهامات لشركات الطيران بالابتزاز ومطالبات للحكومة بالتدخل

ارتفاع تكلفة العودة إلى سوريا.. اتهامات لشركات الطيران بالابتزاز ومطالبات للحكومة بالتدخل

2025-05-19
مواقف عربية داعمة لسوريا في قمة بغداد

مواقف عربية داعمة لسوريا في قمة بغداد

2025-05-17

5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا.. مكافحة إرهاب أم وأد ثورة!

  • أخبار, سوريا
  • سبتمبر 30, 2020
  • 8:20 م
5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا.. مكافحة إرهاب أم وأد ثورة!

خمس سنوات مضت على التدخل العسكري الروسي في سوريا، تمكنت خلالها روسيا من إنقاذ الأسد الذي شارف نظامه على السقوط عام 2015 ويبدو أن روسيا ترى في سوريا حديقة خلفية لنفوذها الدولي، ونقطة إثبات وجود في رقعة الشطرنج الدولية.

تغيرت خارطة السيطرة في البلاد بعد التدخل الروسي، ليتمكن نظام الأسد بمساعدة حليفته روسيا، من السيطرة على عاصمة الاقتصاد السوري حلب، من خلال اتفاق فرضته الكفة العسكرية الروسية، كما تمكن النظام من تأمين العاصمة والسيطرة على كامل محيطها، إضافة للسيطرة على مدينة حمص بالكامل وصولاً إلى الجنوب السوري في درعا، بعدما كانت الطرق الدولية التي تربط العاصمة ببقية المحافظات خارجةً بمعظمها عن سيطرة النظام.

الثلاثين من شهر أيلول لعام 2015 تاريخ التدخل الروسي، أي بعد واحد وعشرين يوماً من إطلاق فصائل الثورة بقيادة جيش الإسلام معركةً كبرى على أطراف العاصمة، سميت معركة الله غالب، هذه المعركة حققت فيها الفصائل الثورية تقدماً سريعاً ومباغتاً، ووصلت من خلالها إلى أوتستراد دمشق حمص الدولي، الذي يصل العاصمة بالشمال والساحل، الفصائل الثورية سيطرت من خلال هذه المعركة على عدد من المناطق والنقاط العسكرية في عدرا وضاحية الأسد وحرستا وغيرها من مناطق طوق العاصمة، في الوقت ذاته شنت الفصائل العاملة في ريف اللاذقية هجوماً مشابهاً سيطرت من خلاله على عدد من مواقع النظام العسكرية بالقرب من قمة النبي يونس الاستراتيجية وأهمها تل قبر حشيش وتل الزراعة وتل جب الأحمر، قبلها بتسعة أشهر وتحديداً في الشهر الأخير من عام ألفين وأربعة عشر، حررت فصائل المعارضة معسكر وادي الضيف، والذي اعتبر آنذاك من أضخم وأهم المعسكرات التي تم تحريرها خلال سنوات الثورة، والذي جعل الطريق مفتوحاً باتجاه حماة، هذه التغييرات العسكرية والتي كشفت ضعف النظام كانت دافعاً كبيراً للروس، لأن يمضوا في دعم النظام عسكرياً ويتدخلوا بشكل مباشر في سوريا، بعد أن كان تدخلهم يقتصر على الدعم السياسي والاستخباراتي الأمني والاستشاري العسكري.

التدخل جاء بذريعة مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة، إلا أن الطائرات الروسية ومنذ بداية تدخلها ركزت قصفها على مناطق سيطرة المعارضة، فقد كشفت شبكة بي بي سي البريطانية، بعد خمسة أيام من بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية، أن القصف الروسي تركز على المناطق القريبة من خطوط المواجهة بين قوات النظام والفصائل المعارضة وسط سوريا، في كل من محافظات حمص وحماة وإدلب، كما قالت شبكة سي إن إن الأمريكية نقلا عن خبراء عسكريين بعد أسبوعين من التدخل، أن عشرة بالمئة فقط من الغارات الجوية الروسية استهدفت تنظيم الدولة، هذا بالإضافة للدور الكبير الذي لعبته روسيا في تدمير المدن السورية وتهجير أهلها، كما حصل في حلب والغوطة وريف حمص الشمالي، واستهداف البنى التحتية والمشافي والمراكز الطبية.

على  الأرض، كان لإيران الدور الأبرز في هذا التدخل، فبحسب وكالة رويترز جرت مفاوضات واتفاقيات بين طهران وموسكو قام بها القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، الذي أقنع روسيا بأهمية وجودها في سوريا، وأن تكلفة التدخل والبقاء في سوريا ستكون ذات جدوى لجميع الأطراف.

الموقف الإيراني المحرض والمؤيد للتدخل الروسي في سوريا، ربما جاء لإخفاق إيران عن ترجيح الكفة العسكرية لصالح النظام، ووجدت في روسيا حليفا عسكريا استطاع أن يحقق ما عجزت عنه، إلا أن تراجع إيران للصف الثاني في المعادلة على الأرض، ربما خلق خلافات على النفوذ والسيطرة بين الإخوة الأعداء، خلافات لم تصل إلى حد تغيير المواقف بين حليفتي الأسد.

 

ردود فعل دولية اتجاه التدخل الروسي

منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا، تباينت وجهات النظر الدولية والإقليمية بين من أيد التدخل ومن رفضه.

دول عدة في التحالف الدولي انتقدت العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ووصفتها بالتصعيد الإضافي للصراع، معتبرة أنها تعمل على تغذية التطرف، ففي الثاني من تشرين الأول عام 2015، أصدرت كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، والسعودية، وقطر، بيانا مشتركا أعربت فيه عن القلق العميق إزاء التدخل الروسي في سوريا، ودعت روسيا لوقف ضرباتها الجوية ضد المعارضين السوريين، وكان لافتا آنذاك عدم توقيع الإمارات العربية المتحدة والأردن على بيان الدول السبع.

في اليوم نفسه، صدر عن الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، تصريح ذو جانبين؛ فمن جهة أكَّد على أن واشنطن لن تلجأ إلى استخدام سوريا ساحة حرب بالوكالة مع روسيا، ومن جهة أخرى قال: إن سوريا ستتحول إلى مستنقع للروس وأن التدخل الروسي هو دليل على ضعف نظام الأسد.

لم تكتف روسيا بشن هجمات جوية على المدنيين، بل عملت على التنسيق مع إسرائيل بهدف صياغة آلية للتنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين في سوريا، واكتفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حينها بالقول إن “اللقاءات مع العسكريين الروس تهدف إلى تنسيق العمليات العسكرية في المنطقة”.

على الصعيد العربي.. لم يكن الموقف العربي موحداً حيال التدخل الروسي في سوريا، فقد اتسمت المواقف العربية منذ بداية الثورة السورية، بخلافات جذرية حيالها، وظهرت إلى العلن في اجتماعات الجامعة العربية، وتجسدت في محورين متضادين: الأول، قادته السعودية وقطر، وقد حمّل الأسد ونظامه المسؤولية كاملةً عن الكارثة التي أصابت سوريا والسوريين، واعتبر أن رحيله هو المخرج الوحيد للأزمة.

أما المحور الثاني، فضمّ العراق ولبنان والجزائر، إضافة لمصر بعد وصول عبد الفتاح السيسي للرئاسة، وقد صرح هذا المحور بتأييده للغارات، فيما لم تصدر عن باقي الدول العربية أية مواقف علنية حيال هذا التدخل.

بدورها، أعلنت جارة سوريا في الشمال معارضتها الشديدة للتدخل العسكري الروسي، إذ اعتبر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن التدخل الروسي في سوريا غير مقبول، بل ووصفه بالخطأ الإستراتيجي.

 

 

روسيا.. مكاسب وخسائر

روسيا وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، ورثت أهم وآخر قاعدة لها في الشرق الأوسط، القاعدة هي سوريا، والمانح هو نظام الأسد الأب، 5أهمية سوريا بالنسبة للروس، تأتي من كونها تقع على البحر المتوسط موطئ قدم الروس في المياه الدافئة، كما أن النظام عميل ذهبي للسلاح الروسي، ولربما يرغب بوتين بالعودة للمشهد الدولي بقوةٍ عبر بوابة سوريا.

أهمية سوريا تتمثل أيضاً في قربها من دول الخليج العربي، حيث تطمح روسيا للدخول إلى أسواقها، علاوةً على الثروات الباطنية المكتشفة سابقاً، والتي لم تُكتشَف بعدُ قبالة السواحل السورية في البحر المتوسط، أهميةٌ ترجمتها روسيا بعشرات الاتفاقيات الاقتصادية مع نظام الأسد، وعقود طويلة الأمد  في مجالي النفط والغاز من نظام متهالك ومهدد بالسقوط في أي لحظة.

على أرض الواقع، أعاد الروس تأهيل قاعدة ميناء طرطوس، وألحقوها بثلاثة عشرة قاعدة منتشرة في معظم أنحاء سوريا، أبرزها حميميم والمزة، سوريا أضحت بذلك ساحة لتدريب المقاتلين الروس واختبار الأسلحة، أكثرُ من ثلاثمئة وخمسين سلاحاً روسياً شارك في المعارك بسوريا، في حين تم تجريب ما يزيد على ستمئة نوع من الأسلحة، الأرقام تقول أيضاً إن أكثر من ثلاثة وستين ألف جندي روسي خاضوا تجربة قتالية في سوريا.

عن الخسائر.. الأرقام الرسمية الروسية تشير إلى أن حصيلة الخسائر في سوريا بلغت حتى نيسان من هذا العام مئة وثلاثة وعشرين قتيلاً، مواقعُ إعلامية روسية مستقلة تؤكد أن العدد الحقيقي قد يبلغ ضعفَي هذا الرقم، فضلاً عن عشرات القتلى من مرتزقة فاغنر الروسية، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

الروس أيضاً خسروا ما لا يقل عن ثلاثين طائرة حربية ومروحية في سوريا، وبحسب عدد من الدراسات والتقارير، فإن معدل النفقات العسكرية الروسية في سوريا يبلغ بين ثلاثة إلى أربعة ملايين دولار يوميا وهذا يعني خمسة إلى سبعة مليارات دولار منذ تدخلها.

واليوم وبعدما أصبحت سوريا ساحة لتصفية الحسابات الدولية، وبسط النفوذ، تبدو روسيا مضطرة للتنسيق مع الجانب التركي في ملف إدلب، رغم أن الاتفاق بين الجانبين شهد خروقاتٍ كثيرةً واجتماعات غيرَ مرضية في الآونة الأخيرة.

ويرى مراقبون أن روسيا في وضعٍ لا تُحسد عليه لتضارب مصالحها حتى مع الإيرانيين، وعدمِ جني ثمرة تدخلها حتى الآن، مع تجميد ملف إعادة الإعمار.

فيما تبدو احتمالات صدام روسيا مع الأطراف الفاعلة بالملف السوري مفتوحةً على مصراعيها، بما فيها اللاعب الأمريكي، الذي تعكس حوادثُ اصطدام عرباته العسكرية مع الروس في أقصى شمال شرقي سوريا، جانباً من الصراع الدولي.

 

نتائج التدخل الروسي في سوريا

مما لا شك فيه أن التدخل الروسي أنقذ الأسد وأمّن استمراريته في الحكم عسكرياً حتى اللحظة، إلا أن النظام بات شبه منهار اقتصادياً، ويعاني من أزمات تأمين الوقود والمواد الأساسية، خصوصاً بعد دخول قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية حيّزَ التنفيذ في السابع عشر من حزيران عام ألفين وعشرين، ولعل المفارقة أيضاً أن الليرة السورية كانت تتهاوى قيمتها، منذ تدخل حزب الله فإيران وصولاً للتدخل الروسي.

سياسياً لا يبدو أن التدخل الروسي قدّم شيئاً للنظام.. فقانون قيصر يفرض عقوبات على الروس أنفسِهم، كونهم يقفون إلى جانب نظام الأسد، خصوصاً وأن واشنطن ربطت تخفيف العقوبات أو رفعَها بحلٍّ سياسي وانتقالٍ للسلطة وعودةِ اللاجئين وإخراج جميع المعتقلين، بعدما ربطت قبل قيصر ملفَّ إعادةِ الاعمار بالحل السياسي الشامل على أساس القرار الدولي رقم 2254.

على الصعيد الإنساني.. قرابة سبعة آلاف مدني بينهم ألفا طفل، قتلتهم روسيا منذ تدخلها في سوريا وحتى تموز من عام ألفين وعشرين، وفق إحصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حصيلة هي نتاج مجازر، استخدمت فيها روسيا شتى أنواع القصف بما فيها الصواريخ البالستية.

واتبع الروس سياسة الأرض المحروقة التي أجبرت مناطق سوريا على إبرام اتفاقات معهم تقضي بخروج الأهالي والعسكريين من مدنهم ضمن سياسة التهجير القسري.

بدأ التهجير من حمص لينتقل إلى حلب فداريا ومعضمية الشام ودرعا ومناطق أخرى، كانت فيها روسيا الضامن لمن خرج ولمن أراد البقاء تحت سلطة النظام.

اختار عشرات الآلاف من السوريين الخروج من بيوتهم، على أن يبقوا في منطقة تسيطر عليها روسيا وقوات النظام، ذاهبين إلى مناطق الشمال السوري التي أصبحت خزاناً بشرياً يحوي ملايين السوريين المهجرين قسراً.

تعاملت روسيا منذ قدومها إلى سوريا كأكبر قوة على الأرض، وأرادت ترتيب جميع القوى الموجودة ضمن ما يسمح لها بالتمدد والبقاء، فقتلت المدنيين وهجرت المعارضين واستحوذت على المقاتلين، وفرضت على الأسد دفع الضرائب باستثمارات روسية لمنشآت سورية، وأبقت إيران تحت نيران إسرائيل، لتبقى روسيا المتحكم والحاكم الفعلي لمناطق واسعة من سوريا.

 

 

 

  • الطيران الروسي, تهجير قسري, روسيا

أحدث المقالات

الخليج العربي يتجه لإقامة منتدى اقتصادي مع سوريا

الخليج العربي يتجه لإقامة منتدى اقتصادي مع سوريا

2025-05-19
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تصدير الأغنام.. إنقاذ للمربّي من الخسارة وأعباء على المستهلكين

ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تصدير الأغنام.. إنقاذ للمربّي من الخسارة وأعباء على المستهلكين

2025-05-19
مجلس أعلى للتنسيق مع سوريا.. الأردن تدفع بالعلاقة مع دمشق نحو آفاق جديدة

مجلس أعلى للتنسيق مع سوريا.. الأردن تدفع بالعلاقة مع دمشق نحو آفاق جديدة

2025-05-19

الأكثر قراءة

متى وكيف ستظهر نتائج رفع العقوبات الأمريكية عن السوريين؟

متى وكيف ستظهر نتائج رفع العقوبات الأمريكية عن السوريين؟

2025-05-14
ارتفاع تكلفة العودة إلى سوريا.. اتهامات لشركات الطيران بالابتزاز ومطالبات للحكومة بالتدخل

ارتفاع تكلفة العودة إلى سوريا.. اتهامات لشركات الطيران بالابتزاز ومطالبات للحكومة بالتدخل

2025-05-19
مواقف عربية داعمة لسوريا في قمة بغداد

مواقف عربية داعمة لسوريا في قمة بغداد

2025-05-17

تردد البث الفضائي:

NILESAT
HD  12688-27500/V عامودي

SD  11555-27500/V عامودي

  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع
  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع

جميع الحقوق محفوظة لقناة حلب اليوم

All Rights Reserved © 2025

تردد البث الفضائي:

NILESAT

SD  11559-27500/V عامودي

  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع
  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع

جميع الحقوق محفوظة لقناة حلب اليوم

All Rights Reserved © 2025

Facebook Youtube Instagram Tiktok Rss

Add New Playlist

لا توجد نتائج
رؤية كل النتائج
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #